أخر أخبار

الثقافة ضمن النموذج التنموي الجديد

30 يناير 2023
A+
A-

صوت الأمة:

تعتبر الثقافة بكل اتجاهاتها الرافعة الأولى لاي مشروع تنموي قوي و متين ، الثقافة تعني التراث بنوعيه المادي والا مادي و كل ما يبدعه الإنسان من فكر او مهارات .
”الصناعات الثقافية والاقتصاد الثقافي” وهو نوع من الاستثمار في التراث و الذي يتطلب هو أيضا تفعيل ادوار التعليم والتكوين والبحث العلمي كما تثمين ودعم المبدعين و الكتاب والمثقفين و أصحاب المهارات.

الاستثمار في التراث له فوائد جمة منها حفظ الهوية ، إبراز مميزات البلد والمدينة وما تزخر به تنوع حضاري وكل هذا يحفز على خلق فرص عمل ويساهم يشكل قوي في دعم التنمية
التنمية الثقافية بآكادير
تعد مدينة آكادير وجهة سياحية هامة سواء على المستوى الوطني او العالمي فهي منطقة جذب من ناحية الطبيعة اذ تتوفر على معطيات طبيعية هامة باطلالتها على احد الشواطئ الهامة على ضفاف الأطلسي و توفرها كذلك على طبيعة جذابة. ومن ناحية أخرى توفرها على عمق تاريخي و تراث يغري هواة الفن والثقافة ويستفزهم لاستكشاف اغواره.

وقد بدأ الاهتمام بالمجال الثقافي بالمدينة في السنوات الأخيرة، لدوره الفعال في التنمية ككل و تعزيز التنمية السياحية بصفة خاصة، ففي ختام اشغال الملتقى الجهوي الأول الذي عقد سنة 2014 تحت رعاية جمعية سوس ماسة درعة للتنمية و الثقافة و مجلس الجهة تحت عنوان السياسات الثقافية لآكادير . نص الملتقى في ختامه على عدد من التوصيات كان من اهم عناوينها
“الثقافة والتراث المادي وغير المادي والسياحة الثقافية وتنمية المجالات الترابية”،
”تثمين الحياة الثقافية، دور البنية التحتية والكفاءات البشرية والوساطة الثقافية والشراكات”
”الصناعات الثقافية والاقتصاد الثقافي، فرص التشغيل والتنمية الترابية”،
”الهوية والثقافة وأدوار التعليم والتكوين والبحث العلمي ووسائل الاتصال،
تثمين وتشجيع المبدعين وهيكلة القطاع،
وقد كان هذا الملتقى بمثابة انطلاقة قوية للعناية بالتنمية الثقافية بالمدينة وقد تلته عدة تظاهرات ثقافية لم تتوقف عند التنظير والتوصية بل شرع بتاسيس عدد من دور الثقافة شملت كل الأحياء الكبيرة بالمدينة و منتديات شبابية، كما بدأ ترميم وإعادة هيكلة بعض المعالم التاريخية مثل ” آكادير اوفلة ” وترميم قصبتها التي تعد النواة الأولى للمدينة .
كما توجت هذه الصحوة الثقافية للمدينة بتأسيس ” دار الفنون ” التي تعد معلمة ثقافية هامة بالمدينة ستتيح لسكان المدينة والجهة فرصة ابراز مواهبهم في شتى الفنون كما التواصل الثقافي مع الجهات الأخرى للوطن وخارجه.
ويعد كل هذا بنية تحتية يمكن البناء عليها كما تعد المدينة بنهضة ثقافية مهمة تساهم الى جانب المعطيات الطبيعية في خلق مناخ جذاب للسائح العادي والمثقف من الداخل والخارج .
لكن تبقى نقطة مهمة حائرة ضمن هذا السياق وتخص المثقف الكاتب فرغم وجود أقلام واعدة إلا ان الكاتب والكتاب لا يسجل حضوره الا في حالات ضيقة والسبب في اعتقادي يرجع للتركيز على الثقافة الفنية التي تتعلق بالغناء و الفولكلور والذي يستحق كل العنايه و التقدير بلا شك كما افتقار المدينة للمعارض الخاصة بالكتاب و المهرجانات المرتبطة به . كما الافتقار لمن يقوم بتفريغ الكتابات وجعلها منتوج حي يساهم في التنمية حتى لا تبقى حبر على ورق .فالكتب و الكتابات في التراث والتاريخ حافلة بذخيرة هامة من المفردات الحضارية التي يمكن احياءها واحياء انشطتها ويتعلق الأمر بالصناعات التراثية والمؤسسات المرتبطة بها.
نزهة الإدريسي
كاتبة وباحثة في مجال التراث والحضارة

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: