صوت الأمة:
تحيي المجموعة الدولية هذا العام يوم “إفريقيا العالمي “في سياق خاص مطبوع بالأساس بانتشار جائحة “كوفيد 19” وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية.
وبهذه المناسبة التي دأب مجلس النواب على إحيائها منذ 2017، ينبغي التذكير بمساهمة بلادنا في ضخ دينامية جديدة في مؤسسات الاتحاد الإفريقي خاصة منذ عودة المغرب في يناير 2017 إلى أسرته المؤسسية الإفريقية.
وقد توجت هذه العودة عدة ديناميات وعملا جبارا قاده في الميدان صاحب الجلالة الملك محمد السادس أعزه الله في القارة الإفريقية تمثل في الزيارات الرسمية التي قام بها جلالته إلى أغلبية البلدان الإفريقية، وفي الاتفاقيات الثنائية التي أشرف جلالته على التوقيع عليها والمشاريع المشتركة التي أشرف على إطلاقها وتتبعها مع أشقائه رؤساء الدول الإفريقية.
وتحرص بلادنا بقيادة جلالة الملك وعلى أساس رؤيته للتعاون الإفريقي، على تنفيذ سياسات للتعاون الثنائي ومتعدد الأطراف تتأسس على الربح المشترك والشراكات المنتجة والتنمية الدامجة والمستدامة وتقاسم الخبرات وإعطاء مضمون عملي للتعاون جنوب – جنوب بما يلبي طموحات وحاجيات شعوب القارة في الشغل والكرامة والاستفادة من إمكانياتها وتوظيفها في انبثاق إفريقيا جديدة.
وقد وضعنا تموقع بلادنا الإفريقي الذي يرسيه جلالة الملك وفق رؤية تضامنية قارية، أمام مسؤولية الإسهام المؤسساتي البرلماني في الارتقاء إلى مستوى المنجز الملكي في إفريقيا.
وهكذا حرصنا على توطيد علاقاتنا مع البرلمانات الوطنية الإفريقية، وفي الإطارات الثنائية البرلمانية متعددة الأطراف على أساس المأسسة وإبرام الاتفاقيات وهيكلة الشعب البرلمانية الوطنية ومجموعات الصداقة البرلمانية وتنظيم منتديات موضوعاتية حول القضايا التي نترافع بشأنها في المنظمات البرلمانية الدولية لفائدة إفريقيا من قبيل الهجرة والمناخ والشراكة من أجل التنمية وقضايا النساء والشباب وامتلاك التكنولوجيات الجديدة.
ويحل يوم إفريقيا العالمي هذه السنة، وللعام الثاني، في سياق خاص مطبوع بالأساس بانتشار جائحة “كوفيد 19” وتداعياتها الاقتصادية والاجتماعية. ورغم إمكانياتها المحدودة، فقد أبانت العديد من بلدان القارة عن روح المسؤولية في التصدي للوباء بالحرص على احترام الاحترازات الضرورية للوقاية وبالتضامن. وكما قال الأمين العام الأممي السيد أنطونيو غوتيريش António Guterres فإن “الدول الإفريقية أظهرت قيادة جديرة بالثناء وهي تكافح وباء كوفيد 19”.
وإذا كانت قيادة جلالة الملك للمغرب وهو يكافح الوباء على المستويات الصحية والاقتصادية والاجتماعية، قد أكدت تفرد النموذج المغربي ونجاعة الاستراتيجية المغربية المحاطة برعاية ملكية خاصة، فإن نجاحات أخرى قد تحققت على مستوى القارة، إلا أن ذلك لا يعفي المجموعة الدولية من واجب التضامن وإسناد شعوب إفريقية عديدة لا تزال لم تحصل على اللقاحات الضرورية وعلى الإمكانيات المادية والمالية واللوجيستيكية لمكافحة الجائحة وتداعياتها.
وفي يوم إفريقيا العالمي، إذ يثمن مجلس النواب ويثني على مبادرات جلالة الملك محمد السادس المتضامنة والداعمة – بالملموس – للعديد من البلدان الإفريقية وهي تكافح الجائحة، وعلى دعوة جلالته المجموعة الدولية إلى دعم بلدان القارة المحتاجة للدعم، إعمالا لواجب التضامن العالمي والإنساني ، فإننا نجدد النداء إلى المجموعة البرلمانية الدولية – وتمثلا لمبادرات ونداءات جلالة الملك – إلى السعي لدى حكومات البلدان خاصة الغنية منها، إلى إظهار روح التضامن وتقاسم إمكانيات مواجهة الوباء وخاصة من حيث اللقاحات ووسائل الوقاية والتشخيص.
إن الضمير البرلماني العالمي ممتحن إزاء معاناة ملايين الأفارقة وهم يواجهون الوباء الذي انضافت تداعياته إلى انعكاسات الاختلالات المناخية والتصحر واللجوء والهجرات القسرية.