صوت الأمة:
صدر مؤخرا عن منشورات جامعة المبدعين المغاربة مؤلف حول التشكيل بمدينة آزمور ضمن إصدارات 2021 للكاتب و الاعلامي محمد الصفى تحت عنوان ” التشكيل بآزمور … حكاية عشق و جمال” و قد جاء هذا الكتاب كما ورد بمقدمته لرد الاعتبار لمدينة كانت نشأتها وفق العديد من الروايات إلى ما قبل الميلاد المسيحي، حيث عرفت الغزو الفينيقي، إنها مدينة آزمور أو أزاما أو زمور و معناه” الزيتون البري ” كما ورد اسمها ضمن أخبار المؤرخين العرب في القرن التاسع الميلادي وهي حقبة كان الخوارج و الأدارسة يستولون فيها على الحكم بالتداول، كما أنه كتاب جاء لتوثيق مسار فن تفردت به مدينة آزمور وتوارثته من جيل لآخر، عشقا و حبا و ليس صنعة أو تجارة، و ذلك من خلال أسماء بصمت اسمها ليس في الساحة الوطنية فحسب بل و الدولية أيضا بعد معانقتها للعالمية، منهم الأكاديميون و منهم الفطريون، إنه الفن التشكيلي، الذي أضحى كل بيت من بيوت مدينة آزمور لا يخلو من مولع أو فنان، يعانق الفرشاة و الألوان، يحاكي بها أغوار المدينة و أسوارها التاريخية، و عبق غاباتها و مجرى نهرها الخالد، و تقاليد و عادات سكانها و طيبتهم و حفاوتهم و بساطة عيشهم، بكل تلقائية و عفوية، مما يجعلنا نقول أن مدينة آزمور هي عاصمة الفن التشكيلي بدون منازع، فهي تنبض فنا و جمالا، كيف لا و هي في حد ذاتها لوحة طبيعية وهبها الله الخالق الأعلى، لوحة بانوراميكية بإطلالة أسوارها على نهر أم الربيع، مضيفا أن الهدف من هذه التجربة هو تأريخ لمسيرة الفن التشكيلي المعاصر بهذه المدينة من خلال نخبة من الفنانين التشكيليين على اختلاف مستوياتهم و أعمارهم و مدارسهم ميزوا الحقبة التاريخية الممتدة تقريبا من ستينيات القرن العشرين وفق لغة سلسة و رشيقة جمعت بين البعد المعرفي و الدلالي الذي امتازوا به و بحداثة الشكل و جمال التصوير الفني و الرؤى المستقبلية، باعتبار الفن التشكيلي جزء من الثقافة البشرية و عنصر تواصل و تشكيل للبيئة التي يعيش فيها الإنسان. إن الحديث عن الحقبة التاريخية التي عرفت أولى ارهاصات الفن التشكيلي بآزمور، لا يمكننا الجزم فيها بالتدقيق إذا ما ربطناها ببعض الحرف و الصناعات التقليدية التي برعت فيها أنامل الأزموريات و الأزموريون من ” خزف – فخار – طرز – زربية – حياكة – حصير … ” قبل أن يحل التأثير الغربي و تتغير مخيلة هؤلاء المبدعين و المبدعات للتعامل مع مكونات الطبيعة المحيطة بهم و بكل ما يتجسد أمامهم من معمار و عادات، كما تحولت موادهم المستعملة في الرسم من مواد طبيعية و خامة إلى مواد مستوردة من الغرب، ليتولد بذلك تيار الفن الفطري الذي وجد ضالته مع ثلة من المستشرقين و بعض التشكيليين المغاربة الذين تأطروا بالغرب من خلال ورشات تكوينية داخل آزمور أو خارجها، إلى أن أثبتوا حضورهم و مسارهم المستقل، منهم من دعمه بتعليم أكاديمي كالشريكي و الديباجي و الأزهر و منهم من ظل وفيا لفطرته الفنية التي أوصلته للعالمية كالمرحومة الشعيبية طلال و هبولي. و هنا يقول الفنان التشكيلي محمد العروصي ” مما لاشك فيه أن التشكيل في مدينة أزمور حاضر وله بصمته خصوصا على المستوى الوطني لكنه محتشم على المستوى الدولي وهذا راجع لعدة أسباب من بينها ضعف أو انعدام الاهتمام الرسمي من خلال مؤسسات التكوين المختصة والأكاديمية لأن جل الأسماء المعروفة على قلتها كان لها الحظ أيام الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي في البحث عن التكوين الأكاديمي، خصوصا في دول غربية مثل فرنسا وبلجيكا…. أما من جهة أخرى، فإن جل الممارسين لهذا المجال بالمدينة المدينة يجتهدون حسب المستطاع، خصوصا الشباب منهم، ليبقى الأهم أن شعلة الإبداع بالمدينة ستبقى مضيئة وستحاول التحدي و الصمود، مهما كانت الظروف لأن حب الفن يستحيل أن يندثر من قلوب الأزموريات والأزموريين. ” تبقى الإشارة أن الكاتب و الاعلامي محمد الصفى المقيم بآزمور من مواليد مدينة الدار البيضاء سنة 1962 صدر له : – مجموعة قصصية ” أجساد تحترق في الشاعر ” 2019
– ديوان شعري ” على مشارف شهقة القلب ” 2020 .