صوت الأمة:
أكد وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد أن موسم أصيلة الثقافي الدولي راكم تجربة طويلة في مقاربة مواضيع السياسة والثقافة والاقتصاد حرصا على رصد مخاطر الحاضر على الدول والشعوب وعلى توجيه السياسات قدر الإمكان نحو معالجة الاختلالات وتقديم الحلول ذات الأبعاد البيئية والإنسانية بعيدة المدى.
وأضاف بنسعيد في كلمة له بمناسبة أشغال الجلسة الافتتاحية للموسم اليوم الجمعة بأن أهمية هذا المنتدى تكمن على وجه الخصوص في النخب الفكرية والسياسية والاقتصادية التي تحضر فعالياته إلى جانب المسؤولين والمتدخلين في هذه المجالات، مشيرا إلى أن هذا الالتفاف المتعدد التخصصات يضفي على هذا المنتدى خصائص عمق التجارب وغنى المعارف، وهو الشرط الضروري لنجاعة الحلول وفعالية التوصيات، وفي نفس الوقت يكون حضور أصحاب القرار فرصة مناسبة لتقليص الهوة بين النظرية والتطبيق، بين الخطاب والواقع التي تُسَجَّل بدورها كجزء من الاختلال الذي يشوب جهود الإصلاح والتنمية ومساعي إرساء الأمن والاستقرار.
واعتبر السيد بنسعيد بأن إرساء الأمن والاستقرار يعد اليوم من أكبر التحديات التي تواجه حكومات العالم، ذلك أن تَبِعات التطرف والإرهاب مسّت بمخاطرها كل جوانب الحياة، وهو ما يساهم في تقليص نِسب النمو ومضاعفة تكاليف الدول لمواجهة أعباء الوقاية وتفكيك الخلايا الإرهابية وتحصين الحدود “وإذ نتواجد اليوم في بلد مغاربي مفتوح على مخاطر الساحل والصحراء، فإني أود التنويه ببرنامج هذا المنتدى الذي خصص ندوة قيمة لمعالجة قضايا هذه المنطقة المحفوفة بالمخاطر والتي تواجه تحديات أمنية واستراتيجية ومؤسساتية واقتصادية” يقول بنسعيد والذي يضيف بأن حرص المنتدى على إبراز حتمية الشراكة والتكتل كمخرج لكل هذه التحديات، يسير في خط الانسجام مع توجهات وسياسات المملكة المغربية تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نصره الله، والتي تعاطت مع قضايا محاربة الإرهاب بجد ومسؤولية، وهو ما أكسبها سمعتها الدولية كدولة رائدة في محاربة الإرهاب. هذه المهمة التي تشكل جزءا من التزامات المغرب الإقليمية والدولية الراسخة، التي تجعل التكتل والشراكة والتعاون واليد الممدودة بين كل الأطراف مبدأ ثابتا وضرورة لإرساء عالم أفضل.
وشدد مهدي بنسعيد بأن باقي ندوات المنتدى لا تقل أهمية، لا سيما في مناقشة قضايا الديمقراطية والجنوب واستحضار أحد رموز الحكم المستنير الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان بنزوعه النهضوي التنموي الذي حول بلاده إلى مركز متقدم في المنظومة الاقتصادية الإقليمية والدولية، فإني أود التنويه كوزير للشباب والثقافة والتواصل، باستحضار هذا المنتدى لقضايا الأدب والإعلام من خلال لغة الشعر العربي اليوم ومن خلال خيمة الإبداع التي تكرم الإعلامي الكبير محمد البريني، والذي من خلاله يُقارِب المشاركون تحديات وسائل الإعلام المغربية في ظل التحولات الصناعية والتكنولوجية، وكذا من خلال المعارض والورشات الفنية التي تُغني مضامين المنتدى
“إن الثقافة بمختلف حقولها شكلت على الدوام جسرا ناعما للتلاقي والتفاهم بين الشعوب، وبالتالي تظل مَدخلا آهلا بفرص تعميق أواصر التعاون وتوفير شروط التكتل حول القضايا المصيرية وعلى رأسها إرساء السلم والأمن الدوليَّيْن”