صوت الأمة:بقلم حجيبة العباسي.
عرفت نساء الاندلس،اناقة لبست من الحلي والحلل وعرفت الملائة والشفوف المنسوجة بالذهب الخالص،ومثلما لبست الشفوف للست القرطف وهو نوع من الملابس القصيرة.
ولبست العصائب المرصعة بالجواهر والممسوجة من الذهب والمكللة بالمرجان كناية عن الزينة الاندلسية الانثوية، كما نقشت الاندلسية حنها بنقوش لتظهر اكثر فتنة في الوشم والخضاب ولبست الدملج،وفي كل هذا اشارة واضحة الى بلوغ الاندلسيات مبلغا رفيعا من الحضارة وتمتعهن بذوق متميز، فضلا عن انهن كن شديدات الولع بالزينة التي دفعتهن الى التالق في سائر احوال معيشتعن.
فالمراة الطنجاوية خارج البيت كانت قديما لاتلبس فوق ثيابها الا ما يعرف بالحايك، “المحربل” ويكون نسيجه من الخيوط الصوفية الرقيقة الممزوجة بالحرير،ظاهره به حبيبات صوفية لها شبك جميل تتفنن في تنسيقه ايدي السيدات، كانوا يلبسونه النساء في المناسبات السعيدة او العزاء مثلا.وفي غضون الاربعينيات من القرن العشرين.
وكانت تحكي مليكة بن عبدالقادر انذاك وهي ربة بيت ان المراة البنت الطنجاوية كانت تلبس الحايك وقد لاتفرق بينهم مع اللتام الأسود اما بالطرز المكينة او بردئ الى غاية 1956.
عوضت المرأة الطنجاوية الحايك بالجلباب “البلدية” سنة 1960 المخيطة بالبرشمان واللتام الأسود، وتكون ذات قب كبير تجعله علئ راسها على هيئة معينة.
كانت تعرف بالقب الطويل او الواقف وبعد ذلك الفترة طورت السيدة مظهرها من جديد وخاصة في المناسبات فكانت السيدة تضع على جانب من شعرها قطعة من الحلي الثمين، او تضع ماكان يعرف بالركيزة وهي عبارة عن باقة من الزهور الصغيرة الحجم، كالورد الحر وااياسمين والفل والزهر هذه بالنسبة السيدة صغيرة السن.
اما كبيرة السن فانها كانت تضع الركيزة على جانب من راسها فوق الهليكة او الحراز.
وكانت المرأة الطنجاوية تدخل للتعلم وفي نفس الوقت تذهب للطرز المكينة المغرس ورغم كان لباسها الحايك تدخل للسينما
اما في اواسط القرن العشرين،وبعدما تخلت المرأة عن قفطانها القديم وغيرت مظهرها الى مظهر جديد وتشد بحزام مصنوع من المضمة الضيقة المشغولة بالحرير او بالخيوط الذهب مع ابزيم تغلق به يعرف بالفكرون مرصع غالبا بالاحجار الكريمة وتعمل التخميل او المشامير وهو شريط من جدائل حريرية معقودة من خيوط ذهبية تلبسه المرأة علئ كتفيها.
فوق القفطان والدفين لتشمر به اكمامها الواسعة المعروفة بالزكادن وقد مرت فترة معينة.
خلال القرن العشرين اقتنت فيها بعض نساء الطبقة الميسورة تخميلا او مشامير من سلاسل من الذهب الخالص.
ويستعملون السروال (قندري سا)هي كلمة من اصل (اسباني) وهو شريط تشد به السراويل مثل التكة.
كانت العروس الطنجاوية مدللة في زمن ولي تستعد للعرس لمدة سبعة ايام، كانت كالاميرة، يعمل جيش من العائلة على خدمتها،تقديم طقوس العرس في ابهئ صورة.
وعندما تغير الزمن تغير معالم العرس الطنجاوي واختصر في يومين.
وقد يتعدى العرس الى ثلاثة أيام، لكن مازالت البعض تصر على اقامة العرس بكل تفاصيله.
عندما كنت احكي عن الوشم تعمله المراة الطنجاوية للانتباه
بما فيها تنقل العروس الى بيت عريسها على الهودج،وحتى تنشيط الحفل يكون جوق نسوي وتحضره النسوة فقط دون الرجال.
فرغم التفكك السياسي والحروب الاهلية لعصر الطوائف لكن كان هناك وضع متميز للمرأة الاندلسية التي تبوات مكانة الرفيعة في المجتمع، بحيث اسهمت في مختلف شؤون الحياة،وبرز منهن حافظات للقرآن الكريم وراويات للحديث الشريف، وشاعرات وادبيات استطعن ان يفرضن وجودهن في المجتمع،وان يشاركن في المجالس الادبية وان ينشئن لهن صالونات ادبية.
ان اسهام المرأة الاندلسية في مجال الادب في الفترة التي نتحدث عنها كان كبيرا،رغم ان قسما مهما من شعرهن فقد.
ان شعر النساء يتساوى في قيمته مع الاشعار الاصلية من حيث صدق الاحساس وعمق التجربة،وانعكست الشخصية النثوية على الشعر النسوي،وطبعته بطابع السهولة والعذوبة والصدق والموسيقى الهادئة.