صوت الأمة:
قامت الهيئة العليا للاتصال السمعي البصري، عقب زلزال الثامن من شتنبر المنصرم، بتنظيم حملة استثنائية للرصد والمراقبة التقنية من أجل تقييم الأضرار التي طالت البنية التحتية للبث السمعي البصري ووقعها على التغطية الإذاعية بالتشكيل الترددي FM وبث التلفزة الرقمية الأرضية في المناطق المنكوبة.
شملت عملية الإحصاء والتشخيص التي أنجزها مراقبو وتقنيو هيئة التقنين في الفترة الممتدة من 18 إلى 27 شتنبر 2023 خمسة عشر محطة إذاعية وتلفزية متمركزة في المدن والأقاليم التالية: صخور الرحامنة، مراكش (أوكايمدن)، مزودة، إمنتانوت، أركانة، أسكال، أكادير أوفلا، تارودانت (تازمورت)، أولاد برحيل، أولوز، تاليوين، تازناخت، ورزازات، ثلاث نيعقوب ودمنات.
في إطار هاته المهمة الميدانية عملت فرق الهيئة العليا على رصد التغطية الإذاعية بالتشكيل الترددي FM على طول 2010 كلم، كما قيمت وضعية تغطية التلفزة الرقمية الأرضية في كل المناطق المتضررة.
وعلى إثر هذه الحملة، تم الوقوف على النتائج التالية:
- تعرضت المباني الموجودة في محطات البث التي تم تفقدها إلى أضرار وتشققات. وبحكم قربها من بؤرة الزلزال، كانت محطة البث بثلاث نيعقوب الأكثر تضررا، خاصة على مستوى نظام البث الخاص بالتلفزة الرقمية الأرضية. لذلك تم إعطاء الأولوية من قبل المسؤولين عن هذه البنيات التحتية لاستبدال محطات البث المتضررة بوحدات الطوارئ، مما مكن من ضمان استمرارية استقبال البث التلفزي العمومي بالموجات الهرتزية الأرضية على مستوى هذه المنطقة التي سجلت فيها أكبر الخسائر المترتبة عن الزلزال.
- وفيما يتعلق بالخدمات الإذاعية بالتشكيل الترددي FM، خلصت حملة الرصد والمراقبة إلى أن التغطية الإذاعية لم تلحق بها عموما أية أعطاب مهمة رغم قوة الزلزال. إذ لم تتعرض معدات بث الخدمات الاذاعية الوطنية العمومية والخاصة لأضرار مادية مسببة لانقطاع الإرسال الإذاعي بالتشكيل الترددي FM.
- في ظل حالة الطوارئ والأزمة الكبرى التي عرفتها بلادنا جراء زلزال الثامن من شتنبر، تواصل البث الإذاعي والتلفزي بشكل مستمر بفضل عدة عوامل، منها تثبيت عدد مهم من أجهزة الإرسال لكل الخدمات السمعية البصرية المتواجدة بالمنطقة.
- تجدر الإشارة في هذا الصدد إلى أنه تم بذل مجهودات بارزة، خلال السنوات الأخيرة، سواء من قبل القطب السمعي البصري العمومي أو المتعهدين الخواص لتوسيع نطاق التغطية السمعية والبصرية لتشمل المناطق النائية. كما حرص باستمرار المجلس الأعلى للاتصال السمعي البصري، فيما يخص التغطية الإذاعية، على تمكين المتعهدين الخواص من الحصول على الترددات الضرورية لحثهم على تغطية المناطق النائية.
- خلال هذه الحملة التفقدية عاين مراقبو وتقنيو الهيئة العليا مزايا تحقيق التكامل في مجال التغطية الإذاعية ما بين محطات البث الواقعة في أعلى المرتفعات (أوكايمدن، أسكال، أركانة، تازمورت على سبيل المثال) وتلك المتواجدة في أبرز المناطق القروية والحضرية (مزودة، إمنتانوت، أولوز، تاليوين، تازناخت، تلاث نيعقوب، دمنات، إلخ)، وكذا المناطق التي تقع في الأطلس الصغير والأطلس الكبير.
كما أبانت هذه المهمة الاستطلاعية عن مدى جدوى تقاسم الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة لبنياتها التحتية المرصودة للبث مع متعهدي الاتصال السمعي البصري الخواص، لخدمة مصلحة وحقوق المواطن المغربي مستخدم وسائل الإعلام، فضلا عن إسهام هذا التقاسم في ضمان الولوج إلى المعلومة في ظروف الكوارث الطبيعية وحالات الطوارئ.