صوت الأمة:
عبد الاله كبريتي
بعد سنوات من التوقف والتعثرات التي رافقت مشروع إعادة تهيئة حديقة الحيوانات عين السبع بمدينة الدار البيضاء، استقبلت الحديقة أخيرًا أول دفعة من الحيوانات، في خطوة تعيد الأمل بإحياء هذا المَعلم التاريخي والثقافي الذي ظل لعقود يشكل وجهة ترفيهية وتعليمية لسكان المدينة وزوارها.
حديقة عين السبع، التي يعود تأسيسها إلى أكثر من 80 سنة، تعتبر من أقدم الحدائق الحيوانية بالمغرب، بل وشهدت عبر تاريخها عدة تحولات، لتظل رغم كل التحديات رمزًا للذاكرة البيضاوية. ومنذ سنة 2016، تم إطلاق مشروع طموح لإعادة تهيئة هذا الفضاء الحيوي، إلا أن الأشغال تعثرت مرارًا لأسباب متعددة، منها ما هو إداري ومالي، مما أثار استياء المجتمع المدني والمهتمين بالشأن البيئي والثقافي.
اليوم، ومع توصل الحديقة بأول دفعة من الحيوانات، تعود الحياة تدريجيًا إلى هذا الفضاء الذي طالما احتضن العائلات، والتلاميذ، والباحثين في المجال البيئي. هذه المبادرة تشكل بارقة أمل في أن تستعيد الحديقة دورها التربوي والترفيهي، وتساهم في نشر ثقافة الرفق بالحيوان والتنوع البيولوجي.
بصفتنا فاعلين جمعويين، نثمّن هذه الخطوة ونأمل أن تتبعها إجراءات فعلية لضمان استدامة المشروع، مع ضرورة الانفتاح على المجتمع المدني ليكون شريكًا في الحفاظ على هذا الموروث البيئي، ومراقبة حسن سير الحديقة من حيث ظروف عيش الحيوانات، والبرامج التعليمية المصاحبة.
إن إعادة فتح حديقة الحيوانات عين السبع ليس فقط ورشًا عمرانيا، بل هو مشروع مجتمعي بامتياز يعكس مدى ارتباط البيضاويين بفضاءاتهم التاريخية، ويترجم إرادة جماعية في الحفاظ على الذاكرة الجماعية للمدينة.