صوت الأمة:
بقلم :المصطفى دراكي
ها هي القارة العجوز تقف على أطراف الحلم، تتهيأ لعرس كروي لا يشبه سواه، وقد اكتمل المربع الذهبي لأمجد البطولات: دوري أبطال أوروبا. أربعة عمالقة نقشوا أسماءهم على جدار المجد، وتقدّموا بثبات نحو الكأس ذات الأذنين، التي تشتاق لمن يعانقها من جديد.
من جهة، يقف برشلونة، سيد التيكي تاكا، من رسم كرة القدم بريشة الرسامين، حيث تمطر الأقدام عزفًا على نوتة الكامب نو. ومن الجهة الأخرى، إنتر ميلان، ذاك الطلياني العنيد، ابن الكاتيناتشيو، الذي لا يُفتح بابه إلا بمفتاح العناء.
في هذه المواجهة، لا يصطدم فريقان فحسب، بل يتصادم الخيال بالحديد، والرسم بالرصانة. كأن المباراة لوحة فنية يحاول الرصاص تشويهها، أو معركة شعرية بين القلم والسيف. التاريخ يقول إن برشلونة يعرف الطريق، لكن الحاضر يهمس بأن إنتر لا يُؤتمن.
وفي النصف الآخر، تقف مدفعجية لندن بوجه أمراء باريس.
آرسنال، الذي عانق الحلم طويلاً دون أن يمسكه، يعود هذه المرة متسلحًا بالإيمان والصبر، كمن يطرق باب القدر بمطرقة الأمل. أما باريس، فلم تعد تكفيه القصور والنجوم، بل يريد أن يزيّن تاجه الأوروبي بالذهب الصافي.
باريس تبحث عن باريسها، وآرسنال يريد أن يسلح مدفعيته بالمجد لا بالرصاص الفارغ.
إنها مباراة الأحلام، بين من لم يذق طعم التتويج، ومن ما زال يلهث خلفه في كل موسم.
فمن يعانق ذات الأذنين؟
المعركة لم تعد تكتيكًا فقط، بل باتت قصيدة تُكتب بالعرق والدمع، ومشهدًا دراميًا ترقص فيه الكرة على أوتار القلب.
الكأس تنتظر فارسها. فهل تذهب لكتالونيا ليرقص بها برشلونة؟ أم تعود إلى ميلانو حيث عانقها الإنتر في الماضي؟ وهل تستقر في لندن لأول مرة في حضن آرسنال؟ أم تُوشّح بعطر الشانزليزيه وترتدي قميص باريس سان جيرمان؟
فمن يملك قلبًا من حديد، وعقلاً من ذهب، وساقين لا تعرفان الانحناء… فليتقدّم. الكأس في الانتظار.