صوت الأمة:
بقلم : المصطفى دراݣي
في مباراة لم تكن ككل المباريات، كتب أشبال الأطلس فصلاً جديداً من أمجاد الكرة المغربية، حيث تُوّج المنتخب الوطني المغربي لأقل من 17 سنة بكأس إفريقيا بعد مباراة عصيبة ضد منتخب مالي، انتهت أشواطها الرسمية بلا غالب ولا مغلوب، لتُحسم التفاصيل الصغيرة بضربات الترجيح، حيث انتصر المغرب بنتيجة 4-2، مانحاً جماهيره فرحة لا توصف ورايةً خفّاقة في سماء القارة السمراء.
إنه إصرار الأب(نبيل باها) وعزيمة الابن(زياد باها). فالأول زرع الحلم وسقى الأمل، وجاء الثاني رفقة زملائه اليوم ليجنوا الثمار ويقطفوا المجد. إنه جيل لا يعرف الهزيمة، ولا يعترف بالاستسلام.
كان المنتخب المالي قوياً، لكنه وجد أمامه من هو أقوى عزماً وأشد بأساً.
فكل تمريرة كانت أملاً، وكل تسديدة كانت وعداً، وكل إنقاذ كان إنشاداً لوطن ينتظر. لم يكن الفوز صدفة، بل كان نتيجة لجهد، وعرق، وإيمان بأن المغرب يستحق أن يكون في القمة، مهما كان العمر ومهما كانت الظروف.
تُوج الأشبال بالكأس إذن، لكنهم حملوا معهم ما هو أثمن: روح النصر، وإرث الأبطال، وصدى الجماهير الذي لا يموت، وحملوا رسالة تقول: إن العزيمة لا تعرف العمر، وإن القلب حين ينبض بالإيمان… يهزم المستحيل.
.