أخر أخبار

حد السوالم: مدينة تتوسع وقطاع صحي يحتضر

19 أبريل 2025
A+
A-

صوت الأمة:

المصطفى دراݣي / حد السوالم
رغم النمو الديمغرافي المتسارع الذي تعرفه مدينة حد السوالم، حيث تجاوز عدد سكانها 74 ألف نسمة، فإن القطاع الصحي المحلي لا يزال يئن تحت وطأة الإهمال ويختنق بتجاهل المسؤولين، في ظل غياب رؤيةٍ راشدة، واستراتيجيةٍ واعدة، تعيد الأمل وتحيي الأمل في نفوس الساكنة.

المرفق الصحي الوحيد بالمدينة، هو مستشفى من المستوى الثاني، لكنه – ويا للأسف – لا يرقى لا في الشكل ولا في المضمون، لا يداوي جرحًا ولا يخفف ألمًا. مستشفى يفتقر لأبسط التجهيزات، كجهاز الرنين المغناطيسي، والفحص بالصدى، وكأن سكان حد السوالم محكوم عليهم بالمرض… دون علاج، وبالألم… دون دواء.

وما يزيد الطين بلّة، ويُعكّر صفو هذا الواقع المرير، هو الغياب التام لقسم المستعجلات، لتتحوّل كل حالة حرجة إلى معركة ضد الزمن، وسباق مع الموت.
كما يعاني المستشفى من خصاصٍ خطير ونقصٍ مثير في الأطر الطبية والتمريضية، مما يُثقل كاهل الطاقم الموجود، ويترك المرضى بين فكّي الانتظار والاضطرار. إنها معادلة مستحيلة: عدد متزايد من المرضى، يقابله عددٌ ضئيل من الأطباء.

كل هذه الأعطاب ليست مجرد تفاصيل عابرة، بل هي دلائل صارخة على غياب تخطيط صحي مندمج، يأخذ بعين الاعتبار خصوصية المدينة وساكنتها. إنها فوضى بلا بوصلة، وقرارات بلا رؤية، وواقعٌ يطرح أكثر من سؤال… ويصرخ بلا جواب.

إن الوضع الصحي في حد السوالم اليوم، ليس فقط شهادة فشل للسياسات العمومية، بل هو صرخة وجع، ونداء إنساني، وطلبٌ ملحّ لإعادة الاعتبار لكرامة الإنسان، وصون حقه في الحياة، في العلاج، وفي لحظة ألم… يجد فيها من يداويه لا من يتخلى عنه.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: