صوت الأمة:
في عامٍ جفّ فيه الزرع وخاب فيه الرجاء من السحب، اضطر المغرب إلى فتح أبواب موانئه على مصراعيها، مستورداً ما يسد به رمق حقوله ومخازنه من القمح، بعد موسم فلاحي قاسٍ تميز بشُحّ الأمطار وشدة الجفاف.
فقد بلغت واردات المملكة من القمح خلال سنة 2024 ما مجموعه 58.5 مليون قنطار، في رقمٍ يعكس عمق التحديات التي تواجهها الفلاحة الوطنية في ظل التغيرات المناخية وتقلبات الطقس.
وكان القمح الطري سيد الحبوب المستوردة، إذ شكّل ما مجموعه 48 مليون قنطار، في مشهد يعبّر عن حاجة السوق الداخلية الملحة إلى هذا النوع الحيوي من الحبوب.
وتصدّرت فرنسا قائمة المزودين بـ20 مليون قنطار، في شراكة قديمة تتجدد كلما ضاق الخناق، تلتها روسيا بـ10 ملايين قنطار، ثم ألمانيا بـ5.7 ملايين قنطار، بينما حجزت أوكرانيا ورومانيا مقعديهما في القائمة بـ2.7 و2.6 مليون قنطار على التوالي.
أما القمح الصلب، فكان له نصيب الأسد من الحنين إلى كندا، التي زودت المغرب بـ9.6 ملايين قنطار، تلتها فرنسا بـ700 ألف قنطار، ثم الولايات المتحدة الأمريكية بـ150 ألف قنطار، في دلالة على تنوع الشركاء وتعدد السبل التي يسلكها المغرب لضمان أمنه الغذائي.
هكذا، وفي زمنٍ تراجعت فيه السنابل وانحنت فيه السواقي، اختار المغرب أن يمدّ يده للأسواق الدولية، ليضمن خبزه اليومي، ويحفظ استقرار مائدته الوطنية، في انتظار أن تُفرج السماء وتعود الأرض خضراء كما عهدها الفلاحون.