أخر أخبار

المغرب يسابق الزمن ويحقق هدفه الطاقي قبل أوانه بأربع سنوات.

24 أبريل 2025
A+
A-

صوت الأمة:

بقلم : المصطفى دراݣي
في خطوة وُصفت بالمفصلية في تاريخ التحول الطاقي للمملكة، أعلنت الحكومة المغربية أن البلاد ستتجاوز، قبل متم سنة 2026، نسبة 52% من الطاقات المتجددة ضمن الباقة الطاقية الوطنية، محققة بذلك إنجازًا لافتًا قبل أربع سنوات من الموعد المحدد سلفًا، والذي كان مؤطرًا بأفق سنة 2030.
إنه إعلان يُشبه الهمس في زمن الصخب، لكنه يهز أركان المشهد الدولي الطاقي: المغرب، بأحلامه الخضراء وهمّته الصحراوية، يسبق الزمن، ويسير نحو الريادة بخطى واثقة لا تعرف التراجع ولا تعترف بالمستحيل.
لم يكن اختيار المغرب للطاقات المتجددة وليد صدفة أو نزوة سياسية، بل كان ثمرة رؤية ملكية سامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، استشرفت المستقبل بعيونٍ بصيرة، وعملت على تحويل شمس الصحراء إلى ذهب طاقي، وهمسات الريح إلى لحن كهربائي يعزف على أوتار التنمية المستدامة.
هذا السبق المغربي ليس مجرّد رقم يُضاف إلى سجل الإنجازات، بل هو دليل قاطع على نجاعة الاستراتيجية الوطنية للطاقات النظيفة، وعلى حسن تدبير الموارد، واستثمار الذكاء البيئي في خدمة الأجيال المقبلة.
فمن نور ورزازات إلى ريح طرفاية، تتوالى المشاريع وتتدفق الاستثمارات، في مشهدٍ يُجسّد انسجام الإرادة السياسية مع الطموح الشعبي، وتكامل الرؤية المستقبلية مع متطلبات التنمية الراهنة.
بهذا التقدم، يُعزز المغرب مكانته كقوة طاقية ناشئة في إفريقيا والعالم، ويفتح أبواب التعاون جنوب-جنوب في مجال الطاقات المتجددة، ليكون ليس فقط مستهلكًا نبيلاً، بل منتجًا نبيلًا ومصدرًا مستقبليًا للطاقة النظيفة نحو الضفة الأوروبية والدول الإفريقية الشقيقة.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: