أخر أخبار

تنامي ظاهرة إحراق حاويات القمامة بحد السوالم

24 أبريل 2025
A+
A-

صوت الأمة : المصطفى دراݣي
في مشهد مؤلم يُدمي القلوب ويجرح الضمائر، تتعرض حاويات القمامة بمدينة حد السوالم لسلسلة من الاعتداءات التخريبية الممنهجة، لا لشيء سوى أنها وُضِعت لتخدم الساكنة وتحفظ نظافة المحيط. إنها مفارقة غريبة؛ إذ تُقابَل جهود المجلس الجماعي، الذي سهر على توزيع هذه الحاويات بنقاط متفرقة من المدينة، بفعل عدواني صادر عن فئة عديمة الضمير، منعدمة الوعي، فاقدة للانتماء.

أيُّ منطق هذا الذي يُكافئ الإحسان بالإحراق، ويجعل من التخريب ردًّا على التنظيم؟
إنه منطق الفوضى الملبدة بالدخان، الذي لا ينتج إلا بيئة ملوثة، وأحياء مشوهة، وأموالاً عمومية مهدورة.

ولئن كانت التنمية مسؤولية جماعية، فإن تخريب الممتلكات العامة خيانة صريحة للعهد المجتمعي، وضرب في صميم القيم الحضارية التي تتأسس عليها المدن المتقدمة. فهذه الحاويات، وإن كانت تبدو بسيطة في ظاهرها، إلا أنها ثمرة تخطيط وتمويل وجهد متواصل.
فيا من تُشعل النار في حاويات القمامة، ألم تعلم أن نار الفوضى لا تحرق سوى أصحابها؟
ويا من تتفرج على هذا الدمار بصمت، ألا تدري أن الساكت عن الحق شيطان أخرس؟
إننا اليوم أمام لحظة صدق، إما أن نُقابلها بحزم وردع، أو نترك المدينة في قبضة العابثين. فالقانون ينبغي أن يُفعل، والمخالفات يجب أن تُوثق، والمسؤولون مدعوون لتشديد المراقبة.
فحد السوالم في حاجة ماسة إلى يقظة الضمير، وتضافر الجهود بين المواطن والمسؤول، حتى لا تتحول شعلة التنمية إلى رمادٍ تذروه رياح التخريب.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: