أخر أخبار

التطيُّر السياسي…*عمي تبون ماتروحش للعراق*

25 أبريل 2025
A+
A-

صوت الأمة: بقلم المصطفى دراكي
في سماء السياسة، حيث تُحلّق القرارات على أجنحة المصالح، هبّت رياح التطيُّر، وأثارت زوابع من الجدل الشعبي في الجزائر، عقب الأنباء التي راجت عن زيارة مرتقبة للرئيس عبد المجيد تبون إلى العراق. وإذا كان السفر زادَ القادة، فإن هذا السفر بالذات بات مِداد الشكّ وحديث الساعة.

تحوّل خبر الرحلة إلى ما يشبه الأسطورة، تُروى على ألسنة العامة والخاصة، وتُروّج عبر منصات التواصل بمزيج من السخرية والريبة. فالشعب الذي لا ينسى، استعاد سريعًا مشهد الزيارات السابقة التي تزامنت، في نظره، مع نُذر الشؤم ومواسم العُسر. وكأن السياسة عندهم أصبحت مسرحًا للتطير، يُقرأ فيه الطالع لا بناءً على برامج أو وعود، بل على وقع الخطوات الخارجة من حدود الوطن.
ولئن كان العراق أرض الحضارات، فإنه اليوم في أعين البعض أرض المتغيرات العاصفة، حيث السياسة تمشي على جمر الطوائف، والمواقف تتبدل كالرياح. ومن هنا، خرجت دعوات شعبية، بعضها مغموسٌ في قلق وطني، وبعضها مسكون بهاجس الغيب، تطالب الرئيس تبون بعدم شدّ الرحال نحو بلاد الرافدين:*عمي تبون ماتروحش للعراق*، وكأنهم يقولون له: “إلى أين؟ والزمان لا يُبشّر، والمكان لا يُؤمّن؟”

ما بين تطيُّرٍ شعبي وتريُّثٍ رسمي، تتبدى أزمة ثقة عميقة، لا في السفر بحد ذاته، بل في ما يرمز إليه. فالرحلة تحوّلت إلى مرآةٍ عاكسة لمخاوف الشعب من القادم، وهواجسه من المجهول. وكأن الخرافة تسللت من أبواب التاريخ، ولبست عباءة الدولة، تسير بين الصفوف وتهمس في آذان المواطنين: “ماتروحش للعراق، فإن السفر شؤم”.

وفي زحمة التكهنات، تغيب التصريحات الرسمية، ويظل القصر صامتًا، يراقب من علٍ أمواج الرأي العام تتلاطم، فلا نفي يُطفئ نار التأويل، ولا تأكيد يبدد غيوم الظنون. وهكذا، يظل السؤال معلقًا في هواء الأخبار: هل يسافر تبون؟ أم تأخذه “طير السوء” بعيدًا عن بغداد؟
بين السياسة والتطيّر، لا يزال المواطن الجزائري يفتّش عن طمأنينة ضائعة، وعن يقينٍ مفقود. أما الرحلة، فإن لم تُلغَ رسميًا، فقد أُلغي معناها في وجدان شعبٍ ما عاد يثق بخطى حكامه، ولا بمطارات قراراتهم.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: