صوت الأمة
من قلب الفصول الدراسية، حيث يُفترض أن تنبض الحياة بالعلم والنور، يعلو سؤال مُفزع في صمته، صارخ في معناه: كيف يُطلب من أساتذة مدارس الريادة الشروع في المرحلة الثالثة، والكراسات المساعدة لم تطأ بعد عتبة المدرسة؟
هو سؤال يتيم الإجابة، ضائع في زحمة القرارات المتسرعة، ومعلّق على حبال الانتظار.
أليس من الإجحاف أن نطلب الغرس دون بذور، ونرجو الحصاد دون حراثة؟
كيف للمدرس أن يُبدع، أن يلقّن، أن يُحفّز، وهو مقطوع السند، محروم من العُدّة؟! الكراسات التي يفترض أن تكون عكازا تربويا، وذراعا ديداكتيكيا، تأخرت عن موعدها، فتركته وجها لوجه مع الارتجال، بين سند الواجب وجدار العجز.
إن التعليم ليس فقط تلاوة محتويات، بل هو تفاعل، إعداد، أدوات، ومواكبة. والمدرس، ذلك الجندي الصامت في ميدان الفكر، لا يطلب امتيازا ولا يلهث خلف ثناء، كل ما يصبو إليه هو بيئة تمكّنه من أداء رسالته بكرامة وكفاءة.
إن بناء العقول لا يتم بالخُطب والشعارات، بل بالدعم والتجهيز والانضباط في الوفاء بالالتزامات.
فلا تجعلوا من الأستاذ شراعًا بلا ريح، ولا تتركوا التلميذ يُبحر في مناهج مبتورة.
صوت الأمة : غياب الكراسات بمدارس الريادة…إلى متى؟

مقالات ذات صلة

التعويضات الخاصة بتصحيح الامتحانات في التعليم الابتدائي: غموض في المعايير وحرمان غير مبرر

الدكتور منير حمدوشي يتوج بشهادة الدكتوراة في البلاغة من كلية الآداب بالجديدة.
