صوت الأمة : المصطفى دراݣي
في ليلة مشتعلة تحت سماء إشبيلية المضيئة، وعلى مسرحٍ تهتز فيه القلوب قبل الأرض، التقى الغريمان الأزليان، برشلونة وريال مدريد، في نهائي كأس ملك إسبانيا، فكانت مباراةً سُكبت من ذهب، ورُويت بمداد البطولات.
دخل برشلونة أرض الملعب كالأسد الجائع، ينشد فريسته، بينما وقف ريال مدريد كالصقر المحلّق، يتربص اللحظة المناسبة للانقضاض. وتعانق الحذر مع الطموح، واشتعلت النوايا تحت أقدام اللاعبين، قبل أن تترجم إلى أهدافٍ حبست الأنفاس وألهبت الأكف.
لم يمضِ وقت طويل حتى افتتح برشلونة باب التسجيل عند الدقيقة 28 عن طريق نجمه *بيدري* ، فكانت الكرة كالبرق تشق طريقها إلى الشباك، ومعها دوّى الملعب بصيحات العاشقين.
غير أن ريال مدريد، بروح لا تلين وعزيمة لا تستكين، عاد ليعادل الكفة عن طريق الفرنسي *مبابي* في الدقيقة 70 ، فتراقصت النتيجة على أوتار التوتر والإثارة.
وما بين كرٍّ وفرٍّ، وانقضاضٍ وانفلات، دام زهاء سبع دقائق تمكن الفرنسي الآخر *تشواميني* من توقيع هدف ثان أعاد به التوهج إلى وجوه أنصار فريقه، لكن الكطالوني *فيران طوريس* ردّ بسهم آخر أصاب الهدف عند الدقيقة 84، لتتعادل الأرواح قبل الأرقام (2-2)، ويشتد لهيب الصراع في دقائق الأشواط الإضافية، كأنها تقتطع من عمر الزمن.
وفي لحظة من لحظات المجد، انسلّ نجوم برشلونة كحبات اللؤلؤ المتناثرة، ليحرزوا عند الدقيقة 116 هدفا ثالثا بأقدام المتألق *كوندي*. وهي النتيجة التي أسدل عليها ستار الكلاسيكو. فانطلقت الأفراح كالسيل العرم، وتعانقت الدموع بالابتسامات، وأعلنت إشبيلية أن الكأس الليلة “كتالونية” الهوى واللون.
برشلونة بهذا الفوز يرتقي عرش الملك، وينقش اسمه بمداد من ذهب فوق جبين الليلة الإشبيلية الخالدة، بينما غادر ريال مدريد الساحة بشموخ الكبار، وحسرة لا تنقص من قدره شيئًا.
