صوت الأمة: متابعة
في أجواء مفعمة بالأمل، وتحت سماء القاهرة التي عانقت نيلها، انطلقت يوم الأحد 4 ماي 2025 فعاليات منتدى الأعمال المغربي المصري، برئاسة السيد عمر حجيرة، كاتب الدولة المكلف بالتجارة الخارجية بالمملكة المغربية، ونظيره المصري حسن الخطيب، وزير الاستثمار والتجارة الخارجية بجمهورية مصر العربية.
المنتدى، الذي تنبع أهميته من عمق الروابط بين الرباط والقاهرة، يُعد خطوة مفصلية نحو بناء توازن تجاري طال انتظاره، وتجاوز حواجز اقتصادية كانت تحول دون انسياب الصادرات المغربية إلى أرض الكنانة. فقد أجمعت الكلمات الافتتاحية، وتوافقت الرؤى التشاركية، على ضرورة إزالة العوائق، وتعبيد دروب التجارة بين ضفتي المتوسط.
فلطالما شكا الجانب المغربي من اختلال الميزان التجاري، واختناق صادراته في دهاليز البيروقراطية المصرية. وها هو المنتدى يأتي ثمرة مفاوضات متواصلة احتضنتها الرباط، حيث تمخضت عن اتفاق طموح، يرنو إلى رفع قيمة الصادرات المغربية نحو السوق المصرية إلى سقف 500 مليون دولار خلال الفترة الممتدة بين 2025 و2026.
وإن دلّ هذا الرقم على شيء، فإنما يدل على إرادة سياسية واقتصادية مشتركة، تروم الارتقاء بالعلاقات الثنائية من خانة المجاملات إلى ميدان المبادلات، ومن شعارات التعاون إلى شراكات ميدانية تُثمر وتُزهر.
وفي زمن تتقاطع فيه المصالح وتتعانق فيه التحديات، تبرز هذه المبادرة كبوصلة تُعيد توجيه العلاقات المغربية المصرية نحو آفاق أرحب، حيث لا مكان للجمود، ولا مجال للركود. بل هي شراكة تتجدد بروح “جنوب-جنوب”، قائمة على الندية والتكامل لا التبعية والتقابل.