صوت الأمة: المصطفى دراݣي
في ميدان تتصارع فيه الطموحات وتتناطح فيه الآمال، يخوض المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة مباراة لا تقبل القسمة على اثنين، حين يلاقي نظيره التونسي في مواجهة حاسمة لحجز بطاقة العبور إلى ربع نهائي كأس إفريقيا للأمم، الجارية أطوارها على الأراضي المصرية.
هي مباراة لا تُروى فقط بأقدام اللاعبين، بل تُسطر فصولها بمداد الإرادة، وتُنسج خيوطها بخيوط الأمل والإصرار. فالأسود الشبان، الذين قدموا مستويات غير مطمئنة خلال المبارتين الأوليين، يدركون تمامًا أن الوقت قد حان للزئير الحقيقي، وأن لحظة الحقيقة لا تؤمن بالمجاملات ولا تنتظر التمنيات.
من جهة أخرى، لا يخفى على أحد أن المنتخب التونسي خصم عنيد، يحمل في جعبته من التكتيك ما يكفي، ومن الحماس ما يُروّج، ومن الدهاء ما يُرهب. نسور قرطاج يحلقون بدورهم في سماء الحلم القاري، ولن يكونوا صيدًا سهلًا، فهم يعرفون جيدًا دروب المواجهات المغاربية، حيث تُلعب الكرة بالعقل قبل القدم، وتُحسم النزالات بالتفاصيل الصغيرة.
المباراة بين الشقيقين المغاربيين لن تكون فقط صراعًا على بطاقة التأهل، بل ستكون معركة شرف وكرامة، فيها تُختبر شخصية اللاعب المغربي، وتُقاس مدى جاهزيته للعطاء تحت الضغط، وفيها يُكتب فصل جديد من فصول التنافس الأخوي الذي طالما أمتع الجماهير.
وإذا كان التاريخ قد علّمنا أن الأسود لا تنهار أمام العواصف، فإن جمهور الوطن يعقد آمالًا عريضة على التأهل لكتابة ملحمة جديدة، تضاف إلى سجل الإنجازات المغربية الأخيرة في المحافل القارية.
فهل ينجح الأشبال في ترويض النسور؟ أم أن رياح النيل ستحمل المفاجآت؟ الجواب في تسعين دقيقة غدا الاربعاء عنوانها: الروح، العزيمة، والإيمان بالقميص الوطني.