صوت الأمة: المصطفى دراݣي
في ليلة أوروبية مجنونة، تراقصت فيها القلوب على أنغام الأهداف، وارتفعت الحناجر بين الفرح والحسرة، انتزع إنتر ميلان الإيطالي بطاقة العبور إلى نهائي دوري أبطال أوروبا بعد مباراة ملحمية هزّت جنبات ملعب “جوسيبي مياتزا”، بفوز دراماتيكي على برشلونة الإسباني بنتيجة 4-3، ليحسم مجموع اللقاءين (7-6) ويضرب موعدًا في النهائي منتظرا أرسنال الانجليزي او باري سان جيرمان الفرنسي.
دخل الإنتر المباراة وكلّه عزم على طي صفحة الذهاب التي انتهت بالتعادل 3-3، وسرعان ما أعلن لاوتارو مارتينيز عن نوايا فريقه بهدف أول في الدقيقة 21، ليشعل مدرجات “النيراتزوري” ويمنح زملاءه دفعة معنوية كبيرة. وفي الدقيقة الأخيرة من الشوط الأول، أضاف التركي هاكان تشالهان أوغلو الهدف الثاني من ركلة جزاء محكمة، جعلت الحلم يكبر والآمال تعلو.
مع انطلاق الشوط الثاني، بدا أن برشلونة استعاد أنفاسه، فأطلق المدافع إيريك غارسيا كرة لا تُرد في الدقيقة 54، قلّص بها الفارق وأعاد الروح إلى الفريق. وبعدها بست دقائق فقط، أحرز داني أولمو الهدف الثاني للضيوف، ليُقلب الطاولة وتتحول الأجواء في ميلانو إلى صمتٍ مشوبٍ بالقلق.
لكن لحظة الذروة جاءت في الدقيقة 87، عندما فاجأ اللاعب رافينيا الجميع وسجل الهدف الثالث لبرشلونة، هدفٌ بدا أنه القشة التي قصمت ظهر الإنتر… غير أن الأسود لا تموت بسهولة!
وفي وقت كانت عقارب الساعة تتهيأ لإعلان النهاية، وفي الدقيقة الثالثة من الوقت بدل الضائع (90+3)، ومن هجمة مرتدة باغث المدافع أتشيربي الكاتالونيين ليهزّ شباكهم بهدف التعادل، ويقود المباراة إلى أشواط إضافية كُتب فيها فصل جديد من هذه الملحمة.
وفي الدقيقة 99، ومن كرة خاطفة كالسهم، أنهى دافيدي فراتسي فصول الحكاية، بهدف رابع أنعش القلوب الإيطالية وأجهز على آمال برشلونة. هدفٌ ذهبيّ المذاق، حاسم الأثر، أرسل الإنتر إلى النهائي، وأقصى الكتيبة الكتالونية التي قاتلت حتى آخر رمق.
مباراة سيحفظها التاريخ، ويُعيدها المحللون مرارًا، وتتناقلها الجماهير كأنها أسطورة تُروى. بين مدٍ وجزر، بين دموع الفرح ودموع الحسرة، أثبتت أن كرة القدم أكثر من مجرد لعبة… إنها حياة كاملة تُختصر في تسعين دقيقة، وأحيانًا… في هدف.
