صوت الأمة: المصطفى دراݣي
في موسم زانه الجمال، وتوشّح بالعطاء، استقبل المغرب إلى غاية نهاية شهر أبريل من هذا العام خمسة ملايين وسبعمائة ألف سائح، رقم يفيض بالفخر ويبعث على البِشر، ويُنبئ بموسم سياحي استثنائي ترنو إليه الأبصار وتتطلع له القلوب.
وإذا استمر المد، وواصل الإقبال امتداده كخيوط الذهب في فجر الأمل، فمن المتوقع أن يحتضن الوطن، مع انقضاء هذا العام، ما يزيد عن واحد وعشرين مليون زائر، يأتون من كل فج عميق، شغفًا بالثقافة، ولهفة على الطبيعة، وولعًا بتاريخ عريق يتردد صداه بين الجبال والصحارى، وفي الأسواق القديمة والسواحل الرقيقة.
المغرب، بلد الألف مشهد والمئة مدينة، يتراقص طربًا على نغمات السياحة، ويزهر كالنرجس في ربيع الإقبال. من مراكش ذات السحر، إلى طنجة ذات البحر، ومن فاس العتيقة إلى الداخلة الأنيقة، تتهادى الخطى بين تراث خالد وحاضر واعد، حيث يمتزج عبق التاريخ بعطر الحداثة.
إنها بشائر انتعاش، وأمارات نجاح، تؤكد أن السياحة ليست مجرد أرقام، بل قصص تُروى، وذكريات تُصنع، وجسور تُبنى بين الشعوب.