صوت الأمة: المصطفى دراݣي
في ليلة من ليالي المجد الكروي، وتحت سماء “حديقة الأمراء” التي اهتزت على وقع الهتافات، كتب باريس سان جيرمان فصلاً جديدًا في تاريخه الأوروبي، بعد فوزه المستحق على آرسنال الإنجليزي بنتيجة 2-1، ضامنًا بذلك مقعدًا في النهائي.
دخل الفريقان المواجهة بحذر مدروس، لكن آرسنال أظهر نوايا هجومية مبكرة، فأرعب الدفاع الباريسي بمحاولتين خطيرتين في الدقائق الخمس الأولى، لولا يقظة الحارس دوناروما الذي تألق كفنان يرسم بيده لوحة من التصديات. ومع استمرار الضغط الإنجليزي، جاء الرد الباريسي من خلال كفاراتسخيليا، الذي كاد أن يزرع الهدف في شباك رايا لولا القائم.
ومع الدقيقة 28، تغيّر مجرى المباراة حين استغل فابيان رويز ارتباك دفاع آرسنال ليسجل هدفًا منح فريقه الأفضلية النفسية والفنية، في لحظة كانت بمثابة مفتاح للثقة والتحرر.
الشوط الثاني حمل معه تسارع الإيقاع، وكأن الفريقين يخوضان سباقًا مع الزمن. رايا تألق في التصدي لركلة جزاء فيتينيا، لكن لم يمنع ذلك باريس من مواصلة الضغط. وفي لحظة من لحظات الإبداع الفردي، بصم النجم المغربي أشرف حكيمي على الهدف الثاني بطريقة أبهرت الحضور، مؤكدًا مجددًا قيمته كلاعب من الطراز الرفيع.
تصريح حكيمي عقب المباراة كشف عن روح الجماعة التي تسكن هذا الفريق: “نحن عائلة واحدة… المدرب قام بعمل مذهل، وسنستمتع بهذه اللحظة.”
من الناحية الفنية، أثبت المدرب الإسباني لويس إنريكي قدرته على تكييف فريقه مع ظروف المباراة، حيث لعب بتوازن ذكي بين الهجوم والدفاع، ونجح في الحد من خطورة لاعبين بارزين كأوديغارد وساكا، رغم تسجيل الأخير لهدف تقليص الفارق. كما عكس إشراك كفاراتسخيليا من البداية جرأة هجومية أتت أُكلها بخلق الفارق.
الآن، وبعد أن عبر باريس من نفق آرسنال، ينتظره اختبار من العيار الثقيل أمام إنتر ميلان في ملعب “أليانز أرينا” يوم 31 ماي. إنها مواجهة بين مشروع فرنسي يبحث عن التتويج الأول، وآخر إيطالي يتقن فن النهائيات.
فهل يتوّج الحلم الباريسي أخيرًا بكأس طال انتظارها؟ أم أن الطليان سيقولون كلمتهم كعادتهم في الليالي الكبرى