صوت الأمة: متابعة
في رحاب العاصمة الرباط، وتحت سماء تنضح بالأخوة وتشرق بنور التعاون، التأم اليوم خميسُ الوفاء والتواصل بين وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربي، السيد أحمد التوفيق، ونظيره السعودي، الشيخ عبد اللطيف بن عبد العزيز آل الشيخ، وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمملكة العربية السعودية. لقاء ليس كغيره من اللقاءات، بل هو نبض من نُبَل، وصوت من صفاء، اجتمع فيه القلبان النابضان للعروبة والإسلام، ليبنيا جسور المستقبل على أساس من الحكمة والاعتدال.
المباحثات، التي حضرها سفير خادم الحرمين الشريفين بالمملكة المغربية، سامي بن عبد الله الصالح، وعدد من العلماء الأفاضل، لم تكن مجرد تبادلٍ للمجاملات أو استعراض للبروتوكولات، بل كانت جسرًا من الجدية، ومدادًا من المسؤولية. فقد تدارس الطرفان سبل تعزيز التعاون الثنائي بما يخدم الإسلام والمسلمين، ويحصّن المجتمعات من لوثة الكراهية، وسُعار التطرف، وغلوّ الغافلين.
وفي نبرةٍ لا تخطئها الأذن، عبّر الوزير السعودي عن امتنانه للجهود النبيلة التي يبذلها الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وأخوه في الله والدين، أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس، في سبيل نشر قيم السماحة، وترسيخ أركان الوسطية، وتجديد أفق الدعوة.
من جانبه، شدد السيد التوفيق على أن هذا اللقاء لا يأتي من فراغ، بل هو ثمرة ناضجة لغرسٍ قديم، وغيثٍ مستمرّ، إذ “التعاون بين الوزارتين ليس وليد الساعة، بل نابع من مسيرة سنين”، كما قال. وأشار إلى أن زيارة الوزير السعودي ووفده تأتي في إطار تبادل الرؤى والزيارات، من أجل تفعيل ميداني للدعوة يتناغم مع نبض العصر، ويتلاءم مع التحديات الفكرية والثقافية الراهنة.
وأكد الوزير المغربي أن اللقاء شكّل فرصة للتأكيد على “نهج تجديدي للدعوة”، يُواكب تحولات الزمن، ويُجسّد جوهر الإيمان الحق، الذي يدعو إلى المحبة، ويَنهى عن التعصب، ويرفع من شأن العقل والعدل والرحمة.
لقد أبان هذا اللقاء عن حقيقة ثابتة، وهي أن العلاقة بين المملكتين الشقيقتين ليست علاقة مصالح عابرة، بل صداقة صادقة، وأخوّة راسخة، تُثمر على الدوام مواقف متوازنة، ومبادرات راشدة، تُسهم في بناء عالمٍ إسلاميٍّ أكثر أمنًا، وأشدّ وحدة، وأقرب إلى فطرة الخير التي فُطر عليها الإنسان.
وهكذا، تظل الرباط منارةً للفكر الرشيد، ومنصةً للحوار السديد، حيث يلتقي العلماء والوزراء على كلمة سواء: دعوة بالحكمة، ورسالة بالرحمة، وعملٌ لا يُضاهى في خدمة الإسلام والمسلمين.