أخر أخبار

برشلونة يُسقط الملكي ويعتلي عرش الليغا في أمسية لا تُنسى

11 مايو 2025
A+
A-

صوت الأمة: المصطفى دراݣي
في أمسية كروية مجنونة، نسج فيها برشلونة ملحمة من المجد والإثارة، حسم الفريق الكتالوني لقب الدوري الإسباني لموسم 2024/2025 عقب انتصاره الملتهب على غريمه الأزلي ريال مدريد بنتيجة (4-3)، في كلاسيكو استثنائي احتضنه ملعب “لويس كومبانيس” الأولمبي، وسط مدرجاتٍ مشتعلة بحناجر العاشقين وأجواءٍ تسكنها الحماسة وتُطرّزها الذكريات.

بدأ اللقاء كما تبدأ العواصف، سريعة وعنيفة، حين احتسب الحكم ركلة جزاء مبكرة في الدقيقة 3 لصالح الفريق الملكي بعد تدخل تقنية “الفار”، ترجمها الفرنسي كيليان مبابي إلى هدف أول. ولم تمضِ سوى لحظات حتى عاد نفس اللاعب ليضيف الهدف الثاني في الدقيقة 14، بعد تمريرة من فينيسيوس وتسديدة لا تُرد ولا تُصد.

لكن برشلونة لم يركع، بل نهض كما ينهض الفارس الجريح، وقلّص الفارق في الدقيقة 18 عبر المدافع إريك غارسيا، الذي استغل ارتباكًا أبيضَ داخل منطقة الجزاء. ضغط البلوغرانا تواصل بلا هوادة، وجاء الفرج بأقدام الموهبة الفذة لامين يامال، الذي عادل الكفة في الدقيقة 32 بعد هجمة كُتبت بسلاسة وتُوّجت بلمسة من ذهب.

لم يكتفِ برشلونة بالتعادل، بل صعد على صهوة التفوق حين دوّن رافينيا الهدف الثالث في الدقيقة 34، قبل أن يعود ليُسجل الرابع في الدقيقة 43، مستغلًا خطأً قاتلًا في الدفاع الملكي. انتهى الشوط الأول وألسنة النيران الكتالونية لا تزال مشتعلة، والنتيجة تشير إلى تفوق واضح بنتيجة (4-2).

مع بداية الشوط الثاني، حاول أنشيلوتي قلب المعادلة بإشراك دياز ومودريتش، وكاد مبابي أن يُضيّق الخناق في أكثر من مناسبة. وفي الدقيقة 69، عاد النجم الفرنسي ليسجّل هدفه الثالث، موقّعًا على “هاتريك” تاريخي، ليُشعل آخر فصول المواجهة ويجعل النتيجة (4-3).

برشلونة لم يهدأ، وريال مدريد لم يستسلم. احتكم الطرفان إلى كل الحيل، فتارةً يطالب الكتالونيون بركلة جزاء، وتارةً يسجل الملكي هدفًا يُلغى بداعي التسلل، كما أُجهض هدف خامس لبرشلونة بصفارة لمسة يد. وبقيت النتيجة على حالها، لتنطلق الأفراح مع صافرة النهاية التي أعلنت فوز برشلونة رسميًا بالليغا، قبل ثلاث جولات من النهاية، برصيد 85 نقطة وفارق سبع نقاط عن أقرب مطارديه.


إنه تتويج لا يأتي صدفة، بل نتيجة موسم استثنائي رسم ملامحه المدرب الألماني هانسي فليك، الذي عزف سيمفونية نجاح بدمج خبرة المخضرمين وتألق اليافعين، فكان كيامال وفيرمين ولوبيز نجوماً تتلألأ في سماء الإبداع الكتالوني.

عقب صافرة النهاية، دوّت المدرجات بالفرح، وتعانقت الدموع بالضحكات، وارتفعت رايات النصر. برشلونة، بهذا الإنجاز، لا يُتوّج فحسب، بل يعلن عودته إلى الواجهة، ويؤكد أن مشروعه الرياضي ليس وعدًا في الهواء، بل بناءٌ صلب يشقّ طريقه نحو استعادة الأمجاد محليًا وأوروبيًا.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: