أخر أخبار

ico جلالة الملك يستقبل الولاة والعمال الجدد المعينين بالإدارة الترابية ico جلالة الملك يدشن المركب الاستشفائي الجامعي الدولي محمد السادس للرباط ويعطي تعليماته السامية لافتتاح المركز الاستشفائي الجامعي محمد السادس لأكادير ico تقرير يبرز جهود المجلس الأعلى للسلطة القضائية في تخليق المنظومة القضائية (تقرير 2024) ico وفد من الهيئة الجهوية لجمعيات المجتمع المدني بجهة الدار البيضاء – سطات يتوجه إلى مدينة العيون للمشاركة في احتفالات الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء ico النقابة الوطنية للصحافة المغربية تُفنّد مزاعم طرد حنان رحاب وتدين حملات التضليل ico قرار مجلس الأمن 2797 : انتصار مغربي ومكسب جزائري ico القرار الأممي 2797.. انتصار الدبلوماسية المغربية وصفعة للخصوم ico يوم تاريخي في مسار القضية الوطنية: الأمم المتحدة تؤكد مغربية الصحراء وتدعم مقترح الحكم الذاتي ico تقرير *السلطة القضائية بالمغرب:* ‏ *سنة 2024 محطة حاسمة في استكمال البناء المؤسساتي* ‏ *وتعزيز التعاون الحكومي* ico الكلاب الضالة تغزو شوارع حد السوالم وتشكل خطرًا متزايدًا على الساكنة

ترامب… حين قرر شميت وفوكو وأرندت أن ينتخبوا واحدا منهم رئيسا

11 مايو 2025
A+
A-

صوت الأمة: أبو ميسم
منذ هيغل ونحن ننتظر أن يخرج “روح العالم على حصان أبيض”.
لكن يبدو أن هيغل لم يكن يتابع برامج تلفزيون الواقع، لأن روح العالم في عصرنا نزل من مصعد “برج ترامب”، يرتدي بذلة زرقاء وربطة عنق حمراء، ويلوح باتفاقيات التجارة كما لو كانت أوراق تواليت فاخرة.

ترامب، هذا الرجل الذي يبيع البرغر كما يوقع صفقات الأسلحة، لم يكن مجرد رئيس… بل كان تجسيدا عمليا لثلاثة فلاسفة لم يلتقوا يوما في حياتهم إلا على مكتبه البيضاوي.

أولهم، كارل شميت، صاحب المقولة الشهيرة: السيد هو من يقرر الاستثناء.
ترامب أخرج دفتر الجمارك، بصق على منظمة التجارة العالمية، وقال للصين: “الزين ديالي”، عندي حالة استثنائية، اسمها الأمن القومي… دبّر رسك”.
عطل القوانين كما يعطل أطفال الحي إشارات المرور عند لعب الكرة. السيادة الأمريكية؟ بسيطة: من حقي أن أوقف اللعبة فالكرة كرتي إذا لم تعجبني قوانينها.

ثم جاء ميشيل فوكو، وإن كان ترامب لم يقرأه قط (على الأرجح ظن أن اسمه اسم لمنطقة بالمغرب و ربط الاسم بجمعة فوكو ).
ومع ذلك، طبق فوكو بحذافيره: أعاد برمجة الحياة اليومية للأمريكيين.
قال للشركات: “ارجعوا للوطن، كفاكم عشقا للصين!”
وقال للمستهلكين: “اشتر منتجا أمريكيا، حتى لو كان أغلى وأسوأ”.
وباستخدام الجمارك والتهديدات، صنع ترامب نسخة من “الحكم البيوبوليتيكي”، دون أن يدرك أنه ينطق الكلمة خطأ في كل مرة فجمعة فوكو فرنسية و ليست أمريكية.

أما حنة أرندت، فهي كانت ستبتسم برضا من قبرها.
ترامب أخذ الظلم، غلفه في أوراق قانونية، ختمه بختم وزارة التجارة، وقال: “هكذا هي الإجراءات يا سادة”.
عشرات الآلاف من المنتجات ضربت بالرسوم الجمركية، لكن لا تقلقوا، كلها عبر إجراءات قانونية باردة. لا عواطف، لا دموع، فقط ملفات Excel وجداول مملة.
“أنا لا أظلم أحدا، أنا فقط أعدل الميزان التجاري و أحل الله الربح في التجارة و حرم الربى”، هكذا قال وهو يثبت تسريحة شعره بإحكام.

في النهاية، ترامب كان شميت حين أغلق الباب في وجه الصين،
وفوكو حين وجّه يد الأمريكي لما يشتري،
وأرندت حين غلف الفوضى بأختام القانون.

أما نحن، سكان بقية الكوكب، فجلسنا نشاهد هذا العرض ونصفق، مثل جمهور المصارعة الحرة، ونحن لا ندري إن كانت هذه المصارعة ستكسر أعناقنا غدا على كل حال الجميع يقولون ما قاله الجمل: ” ما نايض ما نايض غير زيدوني “

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: