أخر أخبار

سقوط أولمبيك خريبكة إلى قسم الهواة

15 مايو 2025
A+
A-

موقع صوت الأمة: متابعة رشيد نشاد
شهدت الساحة الكروية المغربية صدمة جديدة بإعلان نزول فريق أولمبيك خريبكة، أحد أعرق الأندية الوطنية، إلى أقسام الهواة، في مشهد أصبح مألوفًا ومقلقًا في آنٍ واحد. فبعد سنوات من التوهج، تتهاوى الأندية التاريخية، الواحدة تلو الأخرى، وتغادر القسم الأول، مخلفةً وراءها أسئلة كثيرة حول واقع الكرة المغربية وتسييرها.

أولمبيك خريبكة، الذي حمل لقب البطولة الوطنية موسم 2006 وحقق كأس العرش في مناسبتين، لم يكن مجرد فريق محلي، بل كان رمزًا من رموز الكرة الوطنية، ساهم في تكوين أجيال من اللاعبين، وخلق قاعدة جماهيرية محلية ووطنية تحترم تاريخه وتفتخر بإنجازاته. غير أن تدهور النتائج، وسوء التسيير، وغياب الاستقرار الإداري والفني، كلها عوامل عجلت بسقوط الفريق إلى قسم الهواة، في سيناريو لم يكن أكثر المتشائمين يتوقعه.

هذا السقوط يطرح سؤالاً جوهريًا: هل نحن بصدد اندثار الفرق المرجعية والتاريخية من البطولة الوطنية؟
فالسنوات الأخيرة شهدت نفس المصير لأندية كبرى مثل اتحاد سيدي قاسم، النهضة السطاتية، نهضة القنيطرة، والاتحاد البيضاوي، التي كانت ذات يوم منارات للكرة المغربية، وأسهمت في صناعة مجدها.

يرى كثيرون أن سبب هذا الانهيار المتكرر يعود إلى أزمة الحكامة الرياضية، حيث ما زالت عدة أندية تُدار بعقلية هاوية، رغم احترافية البطولة. فضعف البنية التحتية، غياب المشاريع الرياضية المستدامة، الصراعات الداخلية، وانعدام الرؤية بعيدة المدى، كلها عوامل تجعل الفرق التاريخية عرضة للانهيار في أي لحظة.

كما أن الاعتماد المفرط على دعم المجالس المحلية والجهوية، دون خلق مصادر تمويل ذاتية أو شراكات فعالة، يجعل هذه الأندية رهينة لتقلبات السياسة والتمويل العمومي.

في المقابل، برزت فرق صاعدة استطاعت أن تفرض نفسها بفضل تسيير عصري، واستراتيجية واضحة، وهو ما يُبرز المفارقة الكبيرة بين فرق تسير بخطط احترافية، وأخرى تعيش على أمجاد الماضي.

ختامًا، فإن سقوط أولمبيك خريبكة ليس مجرد حدث رياضي، بل جرس إنذار لما تعيشه الكرة الوطنية من تحديات هيكلية. فحماية الذاكرة الكروية المغربية، تقتضي إصلاحًا جذريًا في تسيير الأندية، وإعادة الاعتبار للفرق العريقة التي صنعت تاريخ الكرة في المملكة. فهل نعي الدرس قبل أن تُمحى أسماء أخرى من خريطة الكرة الوطنية؟ الزمن كفيل بالإجابة.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: