صوت الأمة
في مشهد سياسي يمور بالحراك، ووسط رياح التغيير التي تهبّ على خارطة الأحزاب المغربية، بزغ فجر حزب جديد يحمل اسم “الحركة الديمقراطية الشعبية”، من رحم الحركة الشعبية، حاملاً معه آمالاً عريضة وأحلاماً عميقة.
فقد كشفت مصادر موثوقة أن وزارة الداخلية توصلت، بتاريخ 28 أبريل 2025، بملف تأسيس هذا الحزب الوليد، الذي يضم أسماءً بارزة، على رأسها محمد الفاضيلي، الذي أكد أن “الحزب عمليا وُلد، في انتظار استكمال المسطرة القانونية”.
الانشقاق، وإن كان سياسيًّا، لم يخلُ من دلالات وجدانية؛ فـ”الحركة الديمقراطية الشعبية” ليست خصاماً، بل خصوبة في الأفكار، ونبض جديد في الجسد الحزبي، وامتداد لمسار اختار لنفسه التغيير البنّاء بدل التبعية العمياء.
وفي تصريحاته، عرّى الفاضيلي بعض أسباب هذا المخاض العسير، مسجّلاً أن القيادة الحالية لحزب “السنبلة” مارست تهميشًا للمؤسسات، وأعلت من صوت الفرد على رأي الجماعة، ما أدى إلى “تعب القواعد” وقرارها بولادة بديل.
الحزب الجديد، حسب الفاضيلي، لا يسعى لنسج خيوط التشابه، بل لنسج خيوط الاختلاف، حيث وعد بأن تكون له كلمة مغايرة في قضايا التشغيل والهجرة، والإثراء غير المشروع، وتفاوت الثروات، وحرية الصحافة والمجتمع المدني.
أما الجالية المغربية بالخارج، فقد وعد الفاضيلي بأن تكون في قلب اهتمامات الحزب، لا هامشه، مستنكرا “فراغ التواصل” الذي تعيشه هذه الفئة، مؤكداً أن “الوطن أكبر من الحزب، وأن الفكرة أقوى من المصلحة”.
وفي انتظار عقد المؤتمر التأسيسي، يظل الحزب الجديد رقماً مرتقباً في معادلة السياسة المغربية، وعنوانًا لطموح يتطلع إلى مشهد حزبي معقول، ومساهمة وطنية مسؤولة… فهل سيكون الصوت المختلف؟ أم صدى لما سبق؟