صوت الأمة: متابعة
وقَّعت الحكومة المغربية بروتوكولات اتفاق استراتيجية مع شركات واعدة من إقليم كتالونيا الإسباني، في إطار رؤية متجددة لبناء جسور الشراكة الاقتصادية وتوسيع رقعة الاستثمار المثمر.
استثمارات تفوح بعبق المستقبل
بقيمة تُقارب 500 مليون درهم، وبدفء الطموح ورحابة الأمل، تم الإعلان عن إطلاق أربعة مشاريع استثمارية كبرى، تغطي قطاعات حيوية كصناعة السيارات، تدوير النفايات، التغليف، ومواد البناء. أربعة محاور تنبض بالحياة، وتلتقي عند مفترق الابتكار والاستدامة، في شمال المملكة، حيث ستتوزع هذه المشاريع على مدن طنجة، تطوان، والقنيطرة، وكلها حواضر عرفت نهضة صناعية متصاعدة.
هذه المبادرات ليست مجرد أرقام، بل هي نبضٌ اقتصاديّ جديد، يُرتقب أن يُحدث أكثر من 700 منصب شغل مباشر، ما يعكس حرص المملكة على توفير فُرص الكرامة والتنمية لأبنائها، وترسيخ مبدأ الجهوية الإنتاجية العادلة.
تأتي هذه الاتفاقيات في سياقٍ واعد من تعزيز أواصر التعاون الاقتصادي بين المغرب وكتالونيا، ليُثبت الطرفان أن لغة الاقتصاد أبلغ من الخلاف، وأن جسور التنمية أقوى من جدران الاختلاف، في عالم يحتاج إلى شراكات لا صراعات.
ليس غريبًا أن يُواصل المغرب استقطاب الاستثمارات الأجنبية، فموقعه الاستراتيجي، واستقراره السياسي، وإرادته الراسخة، تجعله بوابة ذهبية نحو إفريقيا وأوروبا، ومُلتقى للفاعلين الاقتصاديين الطامحين إلى التوسع والاستدامة.
ولأن المستقبل لا يُبنى بالحديد فقط، بل بالفكر المُبدع، تميزت هذه المشاريع بتركيز خاص على الابتكار والصناعة المستدامة، في انسجام تام مع الرؤية الملكية الرامية إلى تحقيق تنمية صديقة للبيئة، وعادلة اجتماعيًا.
بهذه الخطوة، يُواصل المغرب رسم ملامح اقتصاده الجهوي المتكامل، الذي يُراعي الخصوصيات المحلية، ويُحفّز التنمية الشاملة، واضعًا نصب عينيه شعار: من الاستثمار نُشيّد، ومن الشراكة نرتقي، ومن الإنسان نبدأ وإليه نعود.
إنها ليست مجرد مشاريع… إنها مرايا تعكس صورة مغربٍ صاعد، طموح، ومُستعد للغد بكل ثقة وثبات.