صوت الأمة: متابعة
في زمنٍ تُقاس فيه السيادةُ الرقميةُ بحجم السيطرة على الأسواق، تتعالى الأصوات من قلب المطاعم المكلومة، لتكشف أن “الزعامة” التي تتغنى بها شركة غلوفو في مجال توصيل الوجبات، قد تكون زعامةً مزيفة، تنوء بحملها قطاعاتٌ اقتصادية بأكملها.
فقد أكد مجلس المنافسة، في بلاغ صدر اليوم الخميس، توصله إلى حججٍ وقرائنَ دامغة تفيد ارتكاب الشركة لممارساتٍ منافية لقواعد المنافسة، تمثلت في استغلالٍ تعسفيٍ لموقعها المهيمن، وفرض أسعارٍ منخفضة على نحوٍ غير مشروع، إضافةً إلى استغلال شركائها من المطاعم في حالة تبعيةٍ اقتصادية تخنق أنفاسهم.
وكان المجلس قد بادر بفتح تحقيق رسمي في فبراير الماضي، خلُص إلى ما يؤكد صحة الشكاوى التي تعالت في الآونة الأخيرة، خصوصًا من قبل المهنيين الغارقين في بحر العمولات المجحفة، والمحرومين من أبسط حقوق الشراكة العادلة، في ظل نظامٍ وصفته رئيسة الفيدرالية الوطنية للمطاعم المصنفة، إيمان الرميلي، بأنه “يغتال الطموح ويصادر الأمل”.
الرميلي لم تتردد في قرع ناقوس الخطر، مشيرةً إلى أن المطاعم اليوم، وإن كانت تُقدّم النكهةَ والجهد، فإنها تُحاصر بمنصةٍ تسد عنها الأفق، وتحتكر عنها الزبائن، ولا تمنحها من الرؤية إلا ما يوافق حملاتها الدعائية.
هكذا إذًا، في ظل سيادةٍ تُشبه القيد أكثر مما تُشبه القيادة، يصبح المنافسة شعارًا والاحتكار واقعًا، وتظل أصوات العاملين في القطاع تصدح بنداءٍ واحد: “حرروا السوق.. كي تنتعش المطاعم”.