صوت الأمة: المصطفى دراݣي
التأم يوم الأحد فاتح يونيو بمدينة الرباط اللقاء الخامس للحوار الاستراتيجي بين المملكة المغربية والمملكة المتحدة، حيث عانقت الدبلوماسية روح الشراكة، وتصافحت الإرادات على مائدة التعاون البنّاء.
وقد ترأس هذا اللقاء المتميّز وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، ونظيره البريطاني، وزير الخارجية الجديد ديفيد لامي، في أول زيارة رسمية له إلى المغرب بعد توليه المنصب، في خطوة ترمز إلى عمق الثقة السياسية بين الرباط ولندن.
أثمر اللقاء عن توقيع أربع مذكرات تفاهم، لامست مجالاتٍ حيوية، ورَسمت معالم تعاون يَنمو ويزدهر.
🔹 في التعليم العالي والبحث العلمي، سُطرت صفحة جديدة من التعاون الأكاديمي، إذ ستُفتح أبواب الجامعات على مصراعيها لتبادل المعارف، وتلاقح الأفكار، وتجويد التكوين.
🔹 أما في الصحة والابتكار، فقد اتفقت الضفتان على تبادل الخبرات وتقوية المنظومات الصحية، من خلال مشاريع تحفها الجودة وتشدها الحكامة.
🔹 كما شملت الاتفاقيات مجالات البنية التحتية للماء والموانئ والابتكار، في مسعى إلى ترسيخ أسس تنمية مستدامة، تُحاكي حاجيات الحاضر وتستشرف رهانات المستقبل.
🔹 بينما تناولت المذكرة الرابعة موضوع الصفقات العمومية، بتوجه يروم ترسيخ الشفافية والنجاعة، في انسجام مع معايير الحوكمة الرشيدة.
لقد جاءت هذه التفاهمات كأوتار في سيمفونية التعاون، حيث تلاقت الهمم، وتكاتفت القيم، وتوحدت الرؤى، لترسيخ شراكة لا تُبنى على المصالح فحسب، بل على الثقة والاحترام المتبادل.
وبين رباط الحكمة ولندن العراقة، تتجدد العلاقات وتترسخ الأسس، في مسارٍ يروم الرقي لا الركود، والانفتاح لا الانغلاق، والتعاون لا التنازع.
إنها شراكة تُضيء الدروب وتُثمر الطموحات، وتؤكد أن الدبلوماسية ليست مجرد كلمات، بل عقود من الوفاء والتفاهم والبناء.