صوت الأمة : المصطفى دراݣي
في أمسية تاريخية، سطر نادي بيراميدز المصري اسمه بأحرف من نور في سجل الأبطال، وارتقى من ضفاف النيل إلى قمة المجد الكروي الإفريقي، بعد أن أسقط العملاق الجنوب إفريقي صانداونز بهدفين لهدف، في إياب نهائي عصبة الأبطال الإفريقية، ليحسم مجموع المباراتين بثلاثة أهداف مقابل اثنين.
فمن القاهرة جاءت البشرى، ومن أقدام اللاعبين رسمت الملحمة؛ حيث افتتح فاستون مايلي سجل الأهداف في الدقيقة 23، قبل أن يعزز أحمد سامي التقدم في الدقيقة 56، وسط هدير الجماهير التي لم تكف عن التغني بـ”أبطال إفريقيا”. وعلى الرغم من تقليص صانداونز للفارق عبر راينرز في الدقيقة 75، فإن ذلك لم يكن كافيًا لإيقاف الطوفان الأزرق.
إنه الإنجاز الأول قارّيًا، والثاني محليًا في غضون أسبوع واحد فقط، بعد أن توج بيراميدز الذي يلعب له الدوليين المغربيين محمد الشيبي ووليد الكرتي بلقب الدوري المصري، وكأن التاريخ فتح أبوابه، والمجد بسط أجنحته، والعز قرع طبوله.
ما كان بالأمس حلماً، بات اليوم حقيقة تشع نوراً في سماء إفريقيا. فريق بدأ مشواره منذ سنوات قليلة، لكنه أبى إلا أن يكون رقماً صعباً في معادلة الكرة المصرية، ومنافساً شرساً في المعترك القاري.
بيراميدز لم يُتوَّج فحسب، بل أبدع، وأمتع، وأقنع، فكانت لمساته ذهباً، وتمريراته نغماً، وأهدافه شعراً يُتلى على عشاق المستديرة.
في المدرجات، كانت الدموع تنهمر لا من حزن، بل من فرح عارم، وشغف متفجر. الجماهير هتفت حتى بحّت أصواتها، ورفرفت الأعلام كما لو كانت أجنحة طير حلّق نحو الشمس. كان المشهد أشبه بأسطورة تُروى، أو ملحمة تُكتب بماء الذهب.
بيراميدز بطل إفريقيا.. جملة ستبقى محفورة في الذاكرة، عنوانًا لمجد لا يُنسى، ودربًا يُفتح نحو مشاركات عالمية أرحب، حيث الحلم بالمونديال يبدأ من هنا، من قلب إفريقيا.
