أخر أخبار

فريق شباب السوالم الرياضي بين حسرة السقوط والاشاعات المغرضة.

3 يونيو 2025
A+
A-

صوت الأمة: المصطفى دراݣي

ما أشد وقع الخيبات حين تأتي على حين غفلة، وما أمرّ مرارة السقوط حين يكون بعد أمل لاح في الأفق، وخيوط مجد خُيل إلينا أنها قد نسجت بعرق الكفاح، لكنها ما لبثت أن انفرطت كخيوط دخان…

ها هو فريق شباب السوالم الرياضي، أيقونة أولاد احريز الغربية ومنارة الطموح، يغادر بصمت مرير قسم الأضواء إلى القسم الوطني الاحترافي الثاني، بعد مباراة سد كانت أشبه بفصل أخير من رواية حزينة.

دخل الفريق الحريزي مواجهة الذهاب ضد أولمبيك الدشيرة بثقة العارفين أن البقاء ممكن، بل ومرجّح، فتفوق بهدفين لواحد، وترك أنصاره يراودهم الحلم الجميل بليلة ختام سعيدة. لكن مباراة الإياب، التي احتضنها ملعب برشيد، جاءت بما لا تشتهي السفن، فقد تلقى الفريق ثلاثية قاسية، جعلت الآمال تتهاوى كما تتساقط أوراق الخريف، معلنة نهاية غير سعيدة لمسار لم يخلُ من عناء.

ما إن دوّى صفير النهاية، حتى انفجرت ينابيع الحزن في قلوب الغيورين، وتعالت همسات الظنون، فراح البعض ينسج روايات ويحيك فرضيات، وكأن السقوط لم يكن نتيجة طبيعية لسلسلة من العثرات التي سبقت، بل مؤامرة حيكت في ظلام الشك.

لكن الحقيقة، كما صرّح بها المسؤول الإعلامي للفريق، السيد عادل الرحموني، كانت أصدق من كل تلك الإشاعات المغرضة: “الهزيمة لم تكن وليدة اللحظة، بل ثمرة مرة لسلسلة من النتائج غير المرضية خلال الدورات الماضية”، مؤكداً أن شباب السوالم، وإن كان قد ترنّح، فهو ليس أول نادٍ ينكسر، ولن يكون الأخير.

وقد روج بعضهم لادعاءات تمرد اللاعبين، وربطوا الهزيمة بمنحة مالية لم تصرف كاملة، لكن الحقيقة أن الإدارة كانت قد رصدت مكافأة قدرها 40 ألف درهم لكل لاعب في حالة ضمان البقاء، وتم صرف نصفها بعد فوز الذهاب، في إشارة واضحة إلى احترام الالتزامات، ونفي قاطع لأي تمرد أو تقاعس.

هكذا، يسدل الستار على موسم كان حافلاً بالتقلبات، وعاش فيه عشاق الفريق على وقع النبضات المتسارعة بين الحلم والخيبة، بين الأمل والألم. ولكن، وكما يقول الحكماء: “ليس السقوط هزيمة، إنما الهزيمة أن تبقى حيث سقطت”.

فليكن هذا السقوط وقفة تأمل، لا نقطة نهاية. وليكن الحزن زاداً للعودة، والعبرة سلّماً نحو المجد من جديد. فكم من فريق انكسر ثم عاد أقوى، وكم من نادٍ نزل ليرتقي بعد موسم من التصحيح والبناء.

 

.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: