صوت الأمة : المصطفى دراݣي
في ليلةٍ لن تنساها عمّان، وفي سهرةٍ كتب فيها التاريخ بأحرفٍ من ذهب، صنع النشامى ما كان حلماً يراود الأجيال، وحققوا المستحيل بقيادة المدرب المغربي جمال السلامي، الذي حول الحلم إلى يقين، والرجاء إلى إنجاز، والمستقبل إلى حاضر مُشرّف.
في الجولة الثالثة من التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم 2026، ارتقى منتخب الأردن إلى قمة المجد، بعدما انتصر خارج الديار بثلاثية نظيفة على منتخب سلطنة عُمان، في لقاء أثبت فيه النشامى أن لا مستحيل مع الإصرار، ولا قيد مع العزيمة.
سجّل النجم المتألق علي علوان ثلاثية المجد، ثلاث رصاصات فرح في مرمى الطموح العُماني، إذ افتتح التسجيل في الدقيقة 45+7 من علامة الجزاء بثبات الكبار، ثم أضاف الهدف الثاني في الدقيقة 51، قبل أن يطلق رصاصة الرحمة في الدقيقة 64، ليعلن عن ليلة لا تنتهي أفراحها في الأردن.
وما زاد من وهج الإنجاز الأردني، سقوط أسود الرافدين على أرضهم أمام كوريا الجنوبية بهدفين نظيفين، في مباراة عرفت طرد اللاعب العراقي عمار الحمادي في الدقيقة 26، وهو ما قلب الموازين وأهدى الأردن بطاقة العبور من بوابة الحظ والتخطيط المحكم.
لم يكن هذا النصر وليد الصدفة، بل نتاج عقل مدرب مغربي محنّك، عركته ميادين التحدي، وعلمته ملاعب المغرب كيف تُبنى الفرق بالروح قبل الأقدام. السلامي رسم لوحته التكتيكية على أرض عمان، وزرع في النشامى روح الأطلس، فصار الحلم الأردني ممكناً، بل واقعاً مشرقاً.
الأردن لن تنام الليلة، فقد غفت طويلاً على أمل المشاركة، وها هي تصحو اليوم على صوت الأهازيج، ودموع الفرح، ورايات النشامى ترفرف في سماء العالم. هو العبور الأول، والموعد مع كبار الكرة العالمية في مونديال 2026 بأمريكا- كندا والمكسيك.
ليعلم العالم أن في الشرق الأوسط فارساً جديداً، اسمه الأردن، جاء لا ليتفرج، بل ليصنع الحدث، ويعانق المجد، ويحكي لأبنائه أن الإيمان يصنع الأبطال.