أخر أخبار

الوكالة الوطنية للمياه والغابات تحذر من حرائق الغابات

15 يونيو 2025
A+
A-

صوت الأمة

في خطوة استباقية، أعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات عن مباشرة عملية يومية، ابتداء من يوم الإثنين وإلى غاية الجمعة المقبل، لنشر خرائط تنبؤية دقيقة، ترصد فيها المناطق الأكثر عرضة لخطر اندلاع الحرائق. خرائط علمية، تُمزج فيها بيانات الطبيعة بخبرة الإنسان، لتقي الوطن شرّ النيران.

كأن الغابة باتت سجينة لشرارة طائشة أو لرماد متفلت من سيجارة مهملة، أو لنار تُوقد في غير أوانها، وكأنها تصرخ في وجه الإنسان: “رفقا بي، فإني الرئة التي تتنفس بها البلاد!”

وقد صنّفت الوكالة مناطق الخطر حسب درجة القابلية للاشتعال، وفق مستويات ثلاث:

*المستوى الأحمر (الخطورة القصوى): شمل أقاليما جبلية وغابوية ذات غطاء كثيف، مثل أزيلال، بني ملال، شفشاون، القنيطرة، الخميسات، العرائش، طنجة-أصيلة، تاونات وتازة. وهي مناطق تتهيّأ فيها العناصر الثلاثة للكارثة: غطاء غابوي وفير، حرارة مرتفعة، وتضاريس معقدة.

*المستوى البرتقالي (خطورة مرتفعة): ويغطي أقاليما مثل أكادير، الحسيمة، الناظور، تمارة، وتطوان، حيث تقف الغابة على حافة الاشتعال.

*المستوى الأصفر (خطورة متوسطة): في أقاليم الرباط، سلا، الصويرة، وصفرو، وسيدي سليمان، حيث الهدوء لا يعني الأمان، بل دعوة للحذر المستدام.

في بيانها، لم تكتفِ الوكالة بنشر الأرقام، بل أطلقت نداء يحمل نغمة التحذير ومسؤولية الضمير. فقد دعت الساكنة المجاورة للغابات، والعاملين بها، والمصطافين، والزوار إلى توخي الحيطة والحذر، وتفادي إشعال النار أو القيام بأي نشاط قد يؤدي إلى اندلاع الحريق، مطالبة بالإبلاغ الفوري عن أي دخان أو سلوك مشبوه.

إنها دعوة للوعي، قبل أن تصبح الأشجار رمادا، والحيوات أثرا بعد عين.

الغابة ليست فقط شجرا يكسو الجبال، بل هي مأوى طيرٍ، ومصدر ظل، ومرآة جَمال، وسلاح مناعي في وجه التغيرات المناخية. وإتلافها ليس فقدانا لمشهد طبيعي فحسب، بل هو إضعاف لقدرة الطبيعة على التوازن والبقاء.

ففي زمنٍ باتت فيه الكوارث البيئية تتوالى كقطرات السمّ، يصبح الوعي البيئي واجبا وطنيّا وأخلاقيّا. فلنكن عونا للغابة، لا عبئًا عليها. ولنجعل من كل رحلة في أحضان الطبيعة، مناسبة للتأمل والحفاظ، لا مناسبة للإهمال والاشتعال.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: