أخر أخبار

بنما تدعم المقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء المغربية

16 يونيو 2025
A+
A-

صوت الأمة:المصطفى دراݣي

في خضم التحولات الدولية، وتقلبات مواقف الدول، ترسو سفينة الحقيقة في ميناء الاعتراف بالمشروعية، وتشرق شمس الحكمة على ربوع العلاقات الثنائية، وهذا ما شهدته الرباط اليوم، حيث حط وزير خارجية بنما ، السيد خافيير مارتينيز-آتشا، الرحال بأرض المملكة المغربية ، في زيارة رسمية وُصفت بأنها تاريخية بامتياز، ورمزية بامتداد الآفاق.

لقد كان في استقباله وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، حيث استعرض الطرفان أوجه التعاون، وعبّرا عن عزم مشترك على تدشين فصل جديد من العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وبنما، قوامه الوضوح، وقاعدته الاحترام المتبادل.

ولم تتأخر المفاجأة السارة عن الظهور، إذ أعلنت بنما رسميا دعمها الصريح للمقترح المغربي للحكم الذاتي، واصفةً إياه بأنه:

> “الأساس الأكثر جدية ومصداقية وواقعية” لحل النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.

ولم تكتف بذلك، بل شددت على أن هذا المقترح “يجب أن يكون الحل الوحيد في المستقبل”، في تأكيد صريح لا يقبل التأويل، على دعم وحدة المملكة الترابية من المحيط إلى الصحراء.

التحول البنمي لم يكن وليد اللحظة، بل جاء ثمرة عمل دبلوماسي مغربي محكم النسج، بعيد النظر، قوي الحجج. فبنما، التي كانت منذ أقل من عام تضع يدها في يد الانفصاليين، قررت نهاية السنة الماضية سحب اعترافها بجبهة “البوليساريو” الانفصالية ، وها هي اليوم تنتقل من صف الضباب إلى ضوء اليقين، ومن دعم التشتيت إلى نصرة الوحدة والبناء.

فلا يمكن النظر إلى هذا الحدث إلا كـ نصر دبلوماسي جديد يُضاف إلى سلسلة من النجاحات التي راكمتها المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله، والتي أرست دعائم سياسة خارجية قائمة على الثبات في المواقف، والتوازن في الشراكات، والحزم في الدفاع عن القضية الوطنية الأولى.

هذا الموقف من دولة بنما، ذات الحضور الجغرافي الهام في أمريكا الوسطى، لا يحمل دلالة رمزية فقط، بل يحمل رسائل صريحة إلى خصوم الوحدة الترابية مفادها أن زمن الأكاذيب قد ولى، وأن خارطة الاعترافات بالوهم تتقلص يوما بعد يوم، في مقابل اتساع رقعة التأييد للموقف المغربي الرشيد.

في لغة الدبلوماسية، البيان أبلغ من المقال، والموقف أصدق من الخطاب. وبنما اليوم كتبت بيانها بماء الوفاء، ووقفت على منصة الحقيقة بجرأة الأحرار. أما المغرب، فـيمضي قدما بخطى واثقة، مستندا إلى شرعية قضيته، وحكمة قيادته، وحب شعبه، وصدق أصدقائه.

> وها هي الصحراء، كما كانت وكما ستبقى، مغربية في الأرض، مغربية في القلوب، ومغربية في اعتراف العالم أجمع.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: