صوت الأمة
أعلنت مجموعة اتصالات المغرب، من قلب اجتماع مجلس إدارتها المنعقد في 19 يونيو 2025، عن تبنّي نظام جديد للحكامة، وُصف بالتحول النوعي، عقب مصادقة الجمعية العامة غير العادية المنعقدة في 18 من الشهر نفسه. ويأتي هذا القرار ليؤكد التزام المجموعة الدائم بالتحديث والارتقاء، وليفتح فصلا جديدا في مسارها المؤسسي، عنوانه النجاعة والانسجام.
أبرز ما حمله هذا النظام الجديد هو الانتقال من هيكلة ثنائية – كانت ترتكز على مجلس رقابة ومجلس إدارة جماعية – إلى نظام موحد بمجلس إدارة واحد. ويُعد هذا التحول استجابة ذكية لمتطلبات العصر وتماشيا مع المقتضيات القانونية الجاري بها العمل، كما أنه خطوة استراتيجية نحو تبسيط مساطر اتخاذ القرار وتعزيز وضوح الأدوار داخل المجموعة.
ففي زمن تتسابق فيه الشركات إلى رقمنة خدماتها وتسريع وتيرتها، لا بد من آليات حكامة أكثر مرونة، تضمن التحرك دون ارتباك، والقرار دون تأخير، والقيادة دون ازدواجية.
وفي سياق تنزيل هذا النظام، تم تجديد الثقة في أعضاء مجلس الرقابة، الذين جرى تعيينهم كأعضاء في التشكيلة الجديدة لمجلس الإدارة، في تأكيد على الوفاء للاستمرارية دون المساس بجوهر التغيير. كما تم تعيين السيد محمد بنشعبون مديرا عامًا للمجموعة، بعدما كان يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة الجماعية. وبهذا التعيين، تُعزز المجموعة رهانها على الكفاءة والخبرة، وتراهن على قائد متمرّس، يعرف دروب المؤسسة كما يعرف الربّان أعماق بحره.
في بلاغ رسمي، أكدت المجموعة أن هذا التحول في نظام الحكامة يندرج ضمن رؤيتها الرامية إلى تعزيز الشفافية والرفع من فعالية تدبير القرار، انسجامًا مع الدينامية الرقمية المتسارعة التي تشهدها، ومع الطموحات الاستراتيجية التي تسعى إلى تحقيقها. إنها حكامة تبني الجسور بدل المتاريس، وتؤمن بأن القيادة الفاعلة هي التي توحّد الجهود ولا تشتتها.
وأعادت “اتصالات المغرب” التأكيد على التزامها بتكريس مبادئ الحكامة الجيدة، من خلال نهج يعتمد على الوضوح في الرؤية، والنزاهة في الأداء، والتشاركية في القرار. وهو التزام لا يقتصر على التنظير، بل تجسده مؤشرات الأداء، وتبرهن عليه ثقة المستثمرين، ويعكسه تقدير الشركاء.
إنه تحول لا يكتفي بتغيير الهيكلة، بل يؤسس لمرحلة جديدة من الإبداع الإداري، والتفوق الاستراتيجي، والانفتاح على المستقبل برؤية ثاقبة وجرأة مسؤولة.
فهل يكون هذا القرار إيذانا بطفرة نوعية تعيد رسم معالم الريادة في قطاع الاتصالات؟ الأيام القادمة وحدها تحمل الجواب، لكن المؤشرات توحي بأن البوصلة مضبوطة، والسفينة مبحرة نحو مرافئ النجاح.