أخر أخبار

ico وجدة : القافلة الجهوية للتعريف بنظام الدعم الخاص بالمقاولات الصغيرة جدا والصغيرة والمتوسطة . ico تطوان: توقيف أحد الموالين لتنظيم داعش كان في طور تنفيذ مخطط إرهابي وشيك وبالغ الخطورة (المكتب المركزي للأبحاث القضائية) ico تعبئة أمنية مسبقة لتأمين المعرض الوطني للحوامض من 26 إلى 29 نوفمبر بإشراف المنطقة الأمنية لمدينة سيدي قاسم ico الهيئة الجهوية لجمعيات المجتمع المدني بجهة الدار البيضاء – سطات تحيي الذكرى السبعين لعيد الاستقلال المجيد ico السيد بنسعيد: مشروع القانون المتعلق بإعادة تنظيم المجلس الوطني للصحافة يروم تعزيز الصلاحيات والإمكانيات القانونية للمؤسسة ico المنتخب المغربي النسوي لكرة القدم داخل القاعة يقلب الطاولة على الفلبين ويحقق أول انتصار له في كأس العالم ico رئيس مجلس النواب يتباحث بالرباط مع رئيس مجلس النواب بجمهورية كازاخستان -ثمين الموقف الإيجابي لجمهورية كازاخستان بشأن الوحدة الترابية للمملكة المغربية؛ -التأكيد على الدعم الدولي المتبادل خاصة في أروقة الأمم المتحدة… ico المديرية العامة للأمن الوطني تطلق أشغال مؤتمر الإنتربول في دورته 39 من مراكش ico المؤتمر العام الـ21 لل(يونيدو).. المغرب شهد تحولا صناعيا عميقا على مدى العقدين الماضيين ico وزارة الثقافة والتواصل… صمتٌ يثير العاصفة داخل الجسم الصحفي

الرئيس النيجيري السابق محمد بخاري يغادر بصمت إلى دار الخلود

13 يوليو 2025
A+
A-

صوت الأمة: هيئة التحرير

في هدوء لندن العتيقة، ووسط أجواء تغلفها غيوم الرحيل، أسدل الستار اليوم، الأحد، على صفحة من صفحات التاريخ النيجيري الحديث، برحيل الرئيس السابق محمد بخاري عن عمر ناهز 82 عاما، بعد صراع طويل مع المرض، كما أعلن متحدث رسمي باسم الرئاسة النيجيرية.

لقد رحل بخاري، لكن صدى خطاه لا يزال يتردد في أروقة السياسة النيجيرية، وسيبقى اسمه محفورا في ذاكرة وطن عرفه قائدًا عسكريّا لا يلين، ورئيسا مدنيّا شديد البأس، حمل على عاتقه همَّ الوطن، وواجه رياح الفساد بقبضة من حديد وقلب لا يهاب.

وُلد محمد بخاري سنة 1942 في بلدة دايورا، تلك الحاضرة الشمالية من ولاية كاتسينا، حيث تتعانق الرمال مع المعتقد، ويشعُّ نور الإسلام في قلوب غالبية السكان. ينحدر من قبيلة الفولاني، ويتصل نسبه العرقي بالهوسا، أكبر التجمعات العرقية في البلاد، وأكثرها رسوخا في الهوية النيجيرية، حيث يشكل المسلمون منهم نحو 89%.

منذ بواكير شبابه، اختار بخاري درب الجندية، وارتدى البزة العسكرية لا طمعا في جاه، بل إيمانا بأن للوطن دينًا في الأعناق، لا يُوفى إلا بالتضحية والإخلاص. تنقل بين المهام العسكرية، حتى تولى الحُكم في يناير/كانون الثاني 1984، عقب انقلاب على الرئيس المدني شيخو شجاري، ليبسط سلطته على البلاد في فترة حرجة، امتزجت فيها آمال التنمية بخيبات الواقع السياسي، قبل أن يُزاح عن الحكم في أغسطس/آب 1985 بانقلاب قاده الجنرال إبراهيم بابا نجيدا.

لكن القدر أبى إلا أن يعيده إلى منصة القيادة، فعاد بخاري إلى الحكم من بوابة الانتخابات الديمقراطية عام 2015، بعد أن غلب خصومه في صناديق الاقتراع، وجدد له الشعب الثقة مرة ثانية في 2019، ليحكم نيجيريا حتى 2023، ويظل بذلك أول معارض سياسي يفوز بالرئاسة عن طريق صناديق الديمقراطية، بعد أن حكمها يوما بانقلاب العسكر.

اشتهر بخاري بـنقاء اليد ونقاء السريرة، فكان كالشجرة المثمرة في أرض يباب، يحارب الفساد كأنه عدو غاشم، ويقاوم المحسوبية كما تُقاوَم النار في الهشيم. عرفته نيجيريا رجلًا صلبا في المواقف، لينا في المبادئ، صادقا في انتمائه، لا يخشى لومة لائم حين يتعلق الأمر بمصلحة البلاد.

كان كالصخر في زمن التمايل، وكالسيف في زمن المساومة، يقود الدولة بحزم، وقد نالت سياسته إعجابًا في الشمال المسلم، رغم تحفظ بعض الأوساط في الجنوب المسيحي على نهجه الصارم وانتمائه الديني.

وبرحيله، تُطوى صفحة من صفحات الجندية والنزاهة، وتفقد نيجيريا رجلاً اختلف حوله الكثيرون، لكنهم أجمعوا على صدقه ونقاء سيرته. لقد مات بخاري جسدا، لكن فكره ونهجه وإرثه سيظلان حيَّين في ضمير الأمة، فـالكبار لا يرحلون… بل يخلدون في ذاكرة الأوطان.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: