أخر أخبار

“رمح الأمة” يخترق صدر الجبهة وحليفتها الجزائر

15 يوليو 2025
A+
A-

 

صوت الأمة: المتابعة المصطفى دراݣي

استقبل السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، صباح اليوم الثلاثاء بالعاصمة الرباط، السيد جاكوب زوما، رئيس حزب “رمح الأمة” الجنوب إفريقي، في لقاء رفيع المستوى، اكتسى أهمية خاصة بالنظر إلى سياقاته ودلالاته.

وقد شكّل هذا اللقاء مناسبة لتبادل وجهات النظر حول التحديات المتزايدة التي تعصف بالقارة الإفريقية، في زمن تتقاطع فيه الأزمات السياسية مع الأزمات الاقتصادية، وتتعالى فيه نداءات التكامل والتضامن بين دول الجنوب. ويأتي حضور زوما إلى الرباط تتويجاً لمسار سياسي حديث العهد، لكنه يزداد تأثيرا ونفوذا في جنوب القارة.

الزيارة تأتي في سياق استثنائي، تزامن مع إصدار حزب “رمح الأمة” لوثيقة رسمية عبّر فيها بوضوح عن دعمه لمبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب كحل واقعي وعادل للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية. وهو موقف فاجأ المتابعين، واعتُبر بمثابة رجة في عقيدة بريتوريا السياسية، التي لطالما أبدت انحيازا صريحا لأطروحات “البوليساريو” الانفصالية، ونسجت تحالفا استراتيجيا مع النظام الجزائري.

وتُعد هذه الخطوة مؤشرا على نُذر تحول في الرؤية الجنوب إفريقية الرسمية تجاه ملف الصحراء، خاصة إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الوزن الرمزي والسياسي لجاكوب زوما، الذي لا يزال يُعد من أعمدة السياسة في بلاده.

فجاكوب زوما، الرئيس الأسبق لجنوب إفريقيا (2009–2018)، يُعرف بكونه أحد أبرز الوجوه التي بصمت مسار النضال ضد نظام الفصل العنصري، وشغل مناصب بارزة في الدولة، من ضمنها نائب الرئيس (1999–2005) ورئيس حزب المؤتمر الوطني الإفريقي (2007)، قبل أن يعتلي رئاسة البلاد.

غير أن الرجل الذي خبر دهاليز السلطة، اختار في ديسمبر 2023 أن يؤسس حزبا جديدا بعد أن دبّت الخلافات بينه وبين قيادة الحزب الأم. وهكذا خرج إلى الواجهة حزب “رمح الأمة”، الذي لم يلبث أن تحول من كيان سياسي ناشئ إلى قوة ثالثة في المشهد الجنوب إفريقي، قادرا على إعادة ترتيب الأوراق داخليا، وفرض مواقفه خارجيا.

زيارة زوما للمغرب تحمل في طيّاتها رسائل تتجاوز المجاملة البروتوكولية، وتؤشر إلى بداية تحول في المقاربات الإقليمية إزاء قضايا المغرب المصيرية، وعلى رأسها قضية وحدته الترابية. فحين يُبدي رجلٌ بثقل زوما دعما صريحا للمبادرة المغربية، فإن ذلك يعكس حالة من الإفاقة السياسية لدى بعض نخب جنوب القارة، بعد سنوات من التأثر بالدعاية الجزائرية.

هي زيارة بطعم التحول، ولقاء يُبشر بآفاق جديدة للدبلوماسية الإفريقية، عنوانها الواقعية السياسية والانتصار للحق المغربي، بعدما ملّت القارة من نزاعات عقيمة، ومزايدات بائدة، تُعطل التنمية وتُؤجل الأحلام.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: