صوت الأمة: هيئة التحرير
أعلنت جمهورية مقدونيا الشمالية، رسميّا، دعمها الصريح والواضح لمخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية، معتبرة إيّاه الأساس الجدي والوحيد لتسوية هذا النزاع الإقليمي المفتعل، وهي بذلك تنضم إلى ركب الدول الرصينة التي ترجّح كفة العقل وتنتصر لشرعية المغرب وواقعية مقترحاته.
لقد جاء هذا الموقف في سياق تشهده الساحة الدولية من تحولات وتغيرات في المواقف، حيث تتساقط الأقنعة، وتتبلور الحقائق، وتنكشف النوايا. فالدعم المقدوني ليس مجرد بيان عابر، بل هو موقف ثابت يكرّس منطق الإنصاف ويعكس تفاعلا إيجابيّا مع مبادرة الحكم الذاتي التي تقدّم بها المغرب سنة 2007، والتي تحظى باعتراف دولي متزايد، وتقدير واسع من الأمم المتحدة وعدد من القوى العالمية المؤثرة.
وإذا كانت الدبلوماسية المغربية قد أثبتت خلال السنوات الأخيرة حنكتها ورصانتها، فإن هذا الموقف الجديد يعدّ ثمرة لتلك الجهود الناضجة والسياسات الرشيدة، التي تقودها المملكة بقيادة جلالة الملك محمد السادس، حيث تمزج بين ثبات المبادئ وحكمة التوجه، وبين قوة الحجة ورجاحة الموقف.
مقدونيا الشمالية، الواقعة في قلب أوروبا الشرقية، لم تتوانَ عن إبراز دعمها للمغرب في وحدته الترابية، في وقت تواصل فيه بعض الأطراف التمسك بأوهام بائدة، وشعارات جوفاء، لا تثمر إلا خيبات وتغذّي النزاعات.
وليس من المبالغة القول إن هذا الموقف المقدوني يأتي ليعزف على وتر السيادة الوطنية، ويعزز الانسجام الدولي المتنامي حول المبادرة المغربية، التي توفّر حلّا سياسيا واقعيا وعمليا، يحفظ الكرامة ويضمن الاستقرار، ويحقّق التنمية لشعوب المنطقة.
وبين الحزم والمرونة، وبين المبادرة والمثابرة، يواصل المغرب حصد الاعترافات الدولية التي تنصف قضيته العادلة، وتُخرس الأبواق المأجورة، وتضع النقاط على الحروف في ملف طال أمده، ولكن باتت بشائر حلّه تلوح في الأفق، مدعومة بقرارات حكيمة، ومواقفَ دولٍ صديقة تُدرك معنى السيادة، وتؤمن بعدالة القضايا الوطنية.