صوت الأمة: هيئة التحرير
أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قرر رسميًا انسحاب الولايات المتحدة من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، متذرعًا بـ”تحيّز” المنظمة للفلسطينيين والصين، و”عدائها لإسرائيل”.
قرار ترامب لم يكن وليد اللحظة، بل ثمرة مراجعة داخلية استغرقت تسعين يوما، استهدفت رصد ما وُصف بـ”معاداة السامية”، وتفحّصت بدقة سياسات المنظمة في ما يتعلّق بالتنوّع والإنصاف والشمول. وجاء في تصريح لنائبة المتحدثة باسم البيت الأبيض، آنا كيلي، أن الإدارة اعترضت على ما اعتبرته “دعما لقضايا ثقافية مثيرة للانقسام”، واتهمت اليونسكو بتبني سرديات تتنافى مع “السياسات السليمة التي اختارها الأمريكيون”.
ولم تُخفِ كيلي استياء إدارة ترامب من مواقف اليونسكو بشأن القضية الفلسطينية، خاصة بعد تصنيف مواقع دينية يهودية ضمن التراث الفلسطيني، واستعمال المنظمة لعبارات مثل “الاحتلال الإسرائيلي”، إلى جانب انتقادها لحرب إسرائيل على غزة دون توجيه اللوم لحركة حماس.
أما التنين الصيني، فلم يخرج من دائرة الاتهام. إذ أكدت كيلي أن بكين، بوصفها ثاني أكبر ممول لليونسكو، تمارس نفوذا متزايدا داخلها، وتسعى لتطويع المعايير الثقافية العالمية بما يخدم أجندتها، مستشهدة بتقلّد شخصيات صينية مناصب قيادية رفيعة في المنظمة.
القرار يعيد إلى الأذهان انسحابا مماثلا في عهد الرئيس رونالد ريغان عام 1983، آنذاك، وُجهت اتهامات لليونسكو بـ”تسييس كل موضوع، ومعاداة السوق الحرة والصحافة الحرة”، فضلاً عن التوسّع غير المنضبط في ميزانيتها.
وبين فلسطين التي تُعاني، والصين التي تُخطّط، وإسرائيل التي تُؤثّر، يجد القلم الأمريكي نفسه منسحبا من محفل دولي يُفترض أن يكون للعلم والثقافة، لا لسجالات السياسة والهيمنة.
فهل هي نهاية علاقة متوترة؟ أم خطوة في رقعة شطرنج دولية تُعاد صياغتها؟
الأيام وحدها تملك الجواب.