صوت الأمة : المصطفى دراݣي
رغم الجهود الحثيثة التي تبذلها جماعة حد السوالم في سبيل تحسين المشهد البيئي، من توفير الحاويات توزيعها في الأماكن المخصصة لها، إلا أن المدينة ما تزال تختنق تحت وطأة الأزبال، لا لشيء سوى تهاون المواطن وتقاعسه عن أداء واجبه البيئي.
إن النظافة ، وإن كانت من مهام الجماعة، تبقى ثقافة وسلوكا فرديا قبل أن تكون مسؤولية إدارية. فما نفع الحاويات المخصصة إذا كان البعض يصرّ على رمي نفاياته في قارعة الطريق؟
ما جدوى برامج التنظيف إذا أصرّ المقاولون وأصحاب الورشات العشوائية على التخلص من مخلفاتهم في الأراضي الفارغة خلسة؟
وكيف يمكن للمدينة أن ترتقي، والمواطنون أنفسهم يشاركون في خنقها بحرق الحاويات وسرقتها وتفريغها بعشوائية من طرف الباحثين عن المتلاشيات.
لقد بات جليا أن المعضلة الحقيقية ليست في الجماعة وحدها، بل في ذهنية المواطن الذي لم يرقَ بعد إلى مستوى الشريك البيئي. فبدل أن يكون حاميا لبيئته، أصبح جزءا من معضلتها، يساهم في تشويهها ثم يوجه سهام الاتهام لغيره.
المسؤولية الجماعية لا تعني أن تتحملها المؤسسات وحدها. فالجماعة – وإن كان ذلك غير كاف- تقوم بدورها في جمع الأزبال وتنظيف الشوارع، لكن لا طائل من ذلك أمام عقلية الاستهتار وغياب حس المواطنة لدى شرائح واسعة.
إن حد السوالم لن ترتقي إلا بتغيير العقليات، لأن النظافة ليست قرارا إداريا يُوقع في مكتب، بل هي التزام يُمارس في الشارع والبيت والمحل.
لقد آن الأوان أن ينظر المواطن في المرآة قبل أن يوجه إصبع الاتهام لغيره.
حد السوالم ملك لنا جميعا.. والحفاظ عليها مسؤولية كل فرد فيها.