صوت الأمة:
شهد موسم مولاي عبد الله أمغار، في نسخته الحالية، مشاركة واسعة لفرق الفروسية
التقليدية، حيث بلغ عدد السربات المسجلة في تظاهرة “التبوريدة” 122
سربة، من بينها 119 سربة للفرسان الرجال و3 سربات نسائية، في حضور لافت يؤكد
الحضور المتنامي للمرأة في هذا الموروث الثقافي الأصيل.
وقد وصل عدد الخيول المشاركة إلى حوالي 2065 فرسا، قدمت من مختلف جهات وأقاليم المملكة،
لتجسد لوحات فنية مبهرة تمزج بين المهارة في التحكم بالفرس ودقة الانسجام بين
أفراد السربة الواحدة، وسط أهازيج جماهيرية غفيرة تتابع بشغف كبير عروض
“التبوريدة”، حيث تتعالى طلقات البارود متناسقة في لحظة واحدة، ويجسد الفرسان
والخيالة براعتهم في الانسجام والمهارة.
والعكس هذه الأرقام الزخم الذي بات يميز موسم مولاي عبد الله أمغار، باعتباره أحد أكبر
المواعيد الوطنية المخصصة للفروسية التقليدية، وفضاء سنويا يجمع بين البعد الديني
والاحتفالي والتراثي، ويشكل منصة للتعريف بفن “التبوريدة” كرمز من رموز
الهوية المغربية.
وأوضح سعيد غيث رئيس الاتحاد الإقليمي لفن التبوريدة بالجديدة، أن هذه الأرقام تعكس حجم الإقبال
الكبير على المشاركة، مشيرا أن عملية الإحصاء شملت جميع السربات المسجلة رسميا، وتم
الحرص على توثيق كل المعطيات بدقة، سواء على مستوى عدد الفرسان أو الخيول، بما يضمن
تنظيما محكما للعروض وتوزيعا عادلا لمواقيت المشاركة. مضيفا أنه من أجل ضمان سلامة
الخيول وصون صحتها خلال أيام الموسم، تم تنظيم مداومة يومية للأطباء البيطريين في
فضاء الفروسية، مع توفير الأدوية والمستلزمات البيطرية الضرورية للتدخل الفوري عند
الحاجة، وذلك في إطار حرص المنظمين على احترام معايير الرفق بالحيوان وضمان أداء
العروض في أفضل الظروف.
ويحفظ موسم مولاي عبد الله أمغار على مكانته كموعد سنوي بارز، يستقطب عشاق الفروسية التقليدية
من داخل المغرب وخارجه، ويجعل من “التبوريدة” علامة مميزة تعكس أصالة الهوية
المغربية وعمق ارتباطها بالفرس كرمز للشجاعة والنخوة.