أخر أخبار

مواسم التبوريدة بالمغرب بين إحياء التراث وشبهة الحملات الإنتخابية

9 أغسطس 2025
A+
A-

صوت الأمة : المصطفى الراوي

تشهد مختلف مناطق المغرب هذه الأيام تنظيم مواسم التبوريدة بكثافة حيث تتزين الساحات بخيول أصيلة وفرسان مهرة وتعلو أصوات البارود في مشهد احتفالي يعكس عمق الارتباط بالتراث المغربي الأصيل هذه التظاهرات التي كانت ولا تزال جزءا من الهوية الثقافية للمغاربة تستقطب الآلاف من الزوار والسكان المحليين و تشكل فرصة لتنشيط الاقتصاد المحلي خاصة بالنسبة للتجار والحرفيين وأصحاب الخدمات غير أن هذه المواسم التي تتزامن في بعض المناطق مع اقتراب الاستحقاقات الانتخابية المقبلة تثير جدلا واسعا حول ما إذا كانت بعض الجهات تستغلها كمنصات غير مباشرة للدعاية الانتخابية السابقة لأوانها فحضور شخصيات سياسية أو دعم بعض الفرق والفرسان من طرف منتخبين أو مرشحين محتملين يعطي الانطباع لدى المتابعين بأن الأمر قد يتجاوز البعد التراثي إلى رسائل انتخابية موجهة

ويرى بعض المراقبين أن هذه المواسم تظل في جوهرها تعبيرا فنيا وثقافيا عن تاريخ المقاومة والفروسية بالمغرب وأن اتهامها بأنها واجهة لحملات انتخابية سابقة لأوانها يحتاج إلى أدلة ملموسة بالمقابل يحذر آخرون من خطر خلط العمل الثقافي بالعمل السياسي لما لذلك من تأثير على نزاهة العملية الانتخابية وعلى مصداقية الفعل الثقافي ذاته و بين هذا وذاك يبقى المطلوب من السلطات المعنية الحرص على ضمان الطابع التراثي الخالص لهذه الاحتفالات ومنع أي استغلال سياسي لها حتى تظل التبوريدة كما كانت رمزا للأصالة المغربية وفضاء جامعا لكل المغاربة، بعيداً عن أي حسابات انتخابية.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: