صوت الأمة : المصطفى دراݣي
شهد مقر عمالة إقليم برشيد مساء يوم الاثنين 25 غشت الجاري،انعقاد اجتماع أمني موسع ترأسه السيد جمال خلوق، عامل الإقليم، بحضور مختلف مكونات المنظومة الأمنية والإدارية من أمن ودرك وسلطات محلية وقوات مساعدة، في لوحة تعكس وحدة الصف وتكامل الأدوار داخل النفوذ الترابي برمته.
اللقاء كان أشبه بمجلس تعبئة جماعية، حيث اجتمع صوت القانون بصوت الحكمة، وتلاقت إرادة الحفاظ على النظام العام مع إرادة صيانة المجال المشترك. فالمواضيع المطروحة على الطاولة جسدت انشغالات يومية تمس حياة المواطن مباشرة؛ من مراقبة البناء العشوائي الذي يشوه عمران المدن والقرى، إلى تحرير الملك العمومي الذي بات أسيرا للفوضى، مرورا بضبط التجاوزات التي تسيء لجمالية الفضاء وتعرقل انسياب الحياة.
ولم يتوقف النقاش عند حدود المجال العمراني، بل امتد إلى موضوع لا يقل خطورة، هو ندرة المياه، المورد الحيوي الذي وصفه عامل الإقليم بـ”الثروة الوطنية الاستراتيجية”. فبكلمات تنبض بالجدية والمسؤولية، دعا إلى تبني تدابير استباقية، تضمن عدلا في التوزيع، ورشدا في الاستهلاك، وانخراطا جماعيا في حملات تحسيسية ترسخ ثقافة الاقتصاد في الماء. لأن حياة الأمم مرهونة بحسن تدبيره.
وفي كلمته التوجيهية، أكد السيد العامل أن الظرفية الراهنة تتطلب “قدرا عاليا من اليقظة والمسؤولية”، موضحا أن حماية الحقوق الفردية والجماعية لا تتحقق إلا بتكامل الجهود وتضافر العزائم. إنها رسالة بليغة تؤكد أن الأمن لا يختزل في شرطة ودرك، بل يتجسد في رؤية شمولية تجعل من صيانة النظام العام مسؤولية مشتركة.
وقد أفضى اللقاء إلى وضع خطة عمل متكاملة بين السلطات المحلية والأجهزة الأمنية والإدارية، تروم مواجهة العشوائية وتعزيز المراقبة الميدانية، بالتوازي مع إطلاق مبادرات عملية للتعامل مع شح المياه. إنها خطة أقرب إلى “خارطة طريق”، حيث يسير الجميع بخطى متوازنة نحو هدف واحد: حماية المجال وضمان كرامة العيش.