أخر أخبار

حرب في الفضاء الرقمي تستهدف المغرب… الحقيقة تفضح الأباطيل

2 أكتوبر 2025
A+
A-

صوت الأمة: المصطفى دراݣي

كشفت تقارير متخصصة في الأمن الرقمي عن معطيات خطيرة، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك حجم الحرب الإلكترونية التي تُشن على المغرب، تزامنا مع  الاحتجاجات التي تشهدها مدن المملكة.

فقد رُصد – بحسب ذات التقارير – أزيد من عشرين ألف حساب وهمي، جندت بخبث ودهاء، أغلبها انبثق من “حظيرة التضليل بالجارة الشرقية”، مدعومة بحسابات مشبوهة أخرى، غايتها الموحدة إغراق الفضاء المغربي برسائل تحريضية، وصورٍ مزيفة، ومقاطع مفبركة، لا يراد بها إلا إذكاء نار الفوضى وإشعال فتيل الفتنة.

ويؤكد خبراء في الأمن الرقمي أن ما يجري ليس عفوية في التعبير ولا حرية في التدوين، بل حملة ممنهجة تستعمل فيها حسابات روبوتية ومنصات مدفوعة، تنفَخ بها الأحداث وتضخم الوقائع، فيقدَّم القديم على أنه جديد، وتُزيف الحقائق لتباع على أنها بديهيات. الغرض من ذلك واحد: ضرب الثقة بين المواطن ودولته، وزعزعة أركان الاستقرار في بلدٍ جعل من الأمن حصناً حصينا ومن الوحدة سدا منيعا.

وليس هذا إلا مثالا حيا لما يُعرف بـ”حروب الجيل الخامس”، حيث لم تعد الجيوش تتحرك بالدبابات، بل تتحرك الجبهات بالبيانات، ولم تعد الرصاصات تطلق من فوهات البنادق، بل من فوهات الحسابات. إنها حرب تستغل الغضب وتؤطر السخط، لتوجهه وفق أجندات خارجية عجزت عن كسر المغرب سياسيا ودبلوماسيا، فارتدت إلى أسلوب الهجمات الرقمية، علها تنال من صمود جبهة داخلية أثبتت في كل حين أنها عصية على الاختراق.

إن الأرقام لا تكذب، والمعطيات لا تجامل: آلاف الحسابات، عشرات الآلاف من الرسائل المسمومة، وموجات متتابعة من التضليل الممنهج، كلها تشهد على تورط جهات خارجية، لا تخفى مقاصدها ولا تستر نواياها. لكن كما فشلت المناورات في قاعات السياسة، واندحرت المؤامرات في ساحات الدبلوماسية، فإن هذه الحرب الرقمية لن تكون إلا هباء منثورا أمام وعي شعبٍ يزن الحقائق بميزان العقل، ويدرك أن الوطن أمانة، والاستقرار عهد، والفتنة نائمة ملعون من  Neأيقظها.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: