أخر أخبار

لوكهيد مارتن تطلق ورش بناء حظيرة عسكرية ضخمة ببنسليمان.

16 أكتوبر 2025
A+
A-

صوت الأمة: متابعة

في ظل الزخم المتواصل الذي يعرفه قطاع الصناعات الدفاعية بالمملكة المغربية، وبعد أيام قليلة من افتتاح جلالة الملك محمد السادس نصره الله لمصنع محركات الطائرات، خطا المغرب اليوم خطوة جديدة نحو توطين الصناعات العسكرية وتطويرها، حيث أطلقت شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، إحدى أكبر شركات الصناعات الدفاعية في العالم، أشغال بناء حظيرة عسكرية ضخمة لصيانة الطائرات الحربية الثقيلة بالقرب من مطار بنسليمان.

الحظيرة الجديدة، التي تعد الأولى من نوعها في المنطقة، ستخصص لصيانة وتحديث مقاتلات F-16 الأمريكية الشهيرة، وطائرات الشحن العسكري C-130 Hercules، مع ما يرافق ذلك من عمليات دقيقة تشمل فحص الأنظمة، وتبديل القطع، وتطوير المكونات الإلكترونية والميكانيكية، في إطار منظومة متكاملة تراعي أعلى معايير الجودة والسلامة المعتمدة عالميا.

إنها ليست مجرد منشأة تقنية، بل هي صرح استراتيجي، سيسهم في تعزيز الاستقلالية اللوجستية للمملكة، وتحقيق الاكتفاء في صيانة وتطوير عتادها الجوي، مما يضع المغرب في مصاف الدول الرائدة إقليميا في هذا المجال.

هذا المشروع الضخم يجسد نقلة نوعية في العلاقات الصناعية والعسكرية بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية، وهو ثمرة شراكة ثلاثية بين شركة لوكهيد مارتن العملاقة، وشركة Maintenance Aero MAROC المغربية، إضافة إلى شركة MedZ التابعة لصندوق الإيداع والتدبير.

ولعل أبرز ما يميز هذه الشراكة أنها لا تقتصر على الاستثمار المادي فحسب، بل تتعداه إلى نقل التكنولوجيا وتوطين الكفاءات، إذ يرتقب أن تُفتح أبواب التكوين والتدريب أمام الأطر المغربية الشابة، بما يضمن تحقيق السيادة الصناعية في مجال الطيران العسكري على المدى المتوسط والبعيد.

بالأمس القريب، كان المغرب يكتفي باستيراد الطائرات وصيانتها في الخارج، أما اليوم، فقد أصبح يبني محركاتها ويطور مقاتلاتها ويصون عتادها العسكري بأيد وطنية وشراكات دولية استراتيجية.

فليست هذه الحظيرة إلا لبنة جديدة تضاف إلى صرح آخذ في الترسخ، ضمن رؤية ملكية سامية تدرك أن القوة الصناعية هي أساس القوة الدفاعية، وأن من أراد أن يحمي قراره، فليصنع عتاده.

إن هذا المشروع هو جسر يبنى نحو المستقبل، وراية ترفع في سماء الاعتماد على الذات، وترجمة فعلية لرؤية ملكية بعيدة المدى، تؤمن بأن التقدم لا يهدى، بل ينتزع بالعزم والعلم والعمل.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: