صوت الأمة: المصطفى دراكي
أعلنت مملكة بلجيكا دعمها الواضح والصريح لمبادرة الحكم الذاتي التي تقدم بها المغرب كحل نهائي وعادل لقضية الصحراء المغربية، مؤكدة بذلك اصطفافها إلى جانب الشرعية الدولية والمنطق الواقعي في معالجة هذا الملف الذي طال أمده.
لقد جاء هذا الموقف البلجيكي ليضفي بريقا جديدا على المسار الدبلوماسي المغربي، وليؤكد أن صوت الحكمة يغلب ضوضاء الوهم، وأن نور الواقعية يبدد ظلمات الادعاء. فبعد سلسلة من المواقف المماثلة الصادرة عن دول أوروبية مؤثرة، تأتي بروكسيل لتعزز الزخم الدولي المتزايد الداعم للرؤية المغربية القائمة على التنمية، والاستقرار، واحترام السيادة الوطنية.
إن بلجيكا، بما تمثله من وزن سياسي داخل الاتحاد الأوروبي، لم تكتف بمجرد التصريحات البروتوكولية، وإنما عبرت عن اقتناع راسخ بأن مبادرة الحكم الذاتي تجسد الحل الواقعي والوحيد القابل للتطبيق، بما يضمن كرامة الساكنة ويدعم الأمن والاستقرار الإقليمي.
وهكذا، تتواصل حلقات الدعم الدولي لمبادرة أضحت تدرس في مدارس الدبلوماسية كأنموذج في الرزانة والرؤية والإقناع. فالمغرب، الذي قدم منذ 2007 تصورا نابعا من إرادة سياسية صادقة، يرى اليوم ثمرة صبره تتجلى في مواقف دول تعي أن منطق التاريخ يسير نحو تثبيت مغربية الصحراء، لا نحو التشكيك فيها.
ولعل الموقف البلجيكي ليس سوى حلقة جديدة في عقد من التأييد ايتأكد أن العدل حين يسير بخطى الدبلوماسية، لا تُوقفه رياح الادعاء ولا غبارالدولي المتين، الذي تتلألأ فيه لآلئ الدعم من عواصم شتى: من واشنطن إلى مدريد، ومن باريس إلى برلين، وها هي بروكسيل اليوم تنضم إلى ركب الواقعية والحكمة.
فهذا الإعلان هو انتصار للحق على الوهم، وللواقعية على السراب، وللسلام على النزاع. فالصحراء في مغربها، والمغرب في صحرائه، والعالم بأسره يدرك أن وحدة التراب المغربي ليست قابلة للنقاش، بل هي حقيقة تسطرها الجغرافيا، وتزكيها الشرعية، وتكرسها القناعة الدولية المتنامية.
وحتى لا أنسى….. العزاء والبكاء في الشيراتون.