
صوت الأمة : المصطفى دراكي
لفظ شاب عشريني أنفاسه الأخيرة قرب المنطقة الصناعية بمدينة حد السوالم، في حادثة سير تنضاف إلى سلسلة من الوقائع التي تحول الطريق إلى مسرح للفقد، وتحول الفرح إلى فاجعة.
حادث اليوم رقم جديد في دفتر الحوادث،ونداء مُلحّ إلى من بيدهم القرار: الطريق أمان قبل أن يكون إسفلتاً، والتشوير حياة قبل أن يكون مجرد علامات.
لقد أضحى المشهد المروري بحد السوالم مزيجا من الخطر والقدر؛ مدارات خالية من الإشارات الضوئية، ملتقيات طرقية تكثر فيها الحركة ويغيب عنها التنظيم، وسائقون يسيرون بعين، ويراقبون الموت بالعين الأخرى. أي منطق يقبل أن تظل سلامة المواطنين رهينة الحظ لا محمية بالضبط؟
إن تشجيع الاستثمار وجلب المصانع لا يكتملان دون بنية طرقية تليق بمدينة تتوسع يومًا بعد يوم. فـالتنمية طريقان: طريق معبدة بالمشاريع، وأخرى مزدانة بالأمان. وما لم تتقاطع هاتان الطريقان، سيظل الخطر سيد المكان.
اليوم، ونحن نودع زهرة من زهور شبابنا، يعلو السؤال قبل العزاء: إلى متى يستمر هذا النزيف الصامت؟ متى تتحرك الجهات المعنية لتضع الإشارات الضوئية في كل المدارات والنقاط السوداء؟
حد السوالم تستغيث… وأرواح أبنائها أغلى من كل تأجيل وتبرير. فهل من آذان صاغية، وضمائر واعية، وإرادة واعية تعيد للطريق طمأنينته، وللمواطن كرامة السير على أرض مدينته دون خوف؟
