
صوت الامة : وضاح عبد العزيز: مكناس
مرة أخرى، تعود الساعة الإضافية إلى الواجهة وتثير جدلاً واسعاً بين المواطنين الذين أصبحوا يرون فيها عبئاً يومياً أكثر من كونها إجراءً تنظيمياً. فمع حلول كل صباح، يمكن ملاحظة وجوه الأطفال المتعبة وهم يتجهون نحو مدارسهم، عيون نصف نائمة وأجساد مرهقة لم تنل قسطها الكافي من النوم، لا سيما في ظل سهرهم المتواصل أمام شاشات الهواتف، تلك التي أصبحت نعمة ونقمة في آنٍ واحد.
الساعة الإضافية، التي فُرضت على المواطنين منذ سنوات، باتت اليوم تؤرق الأسر المغربية، خاصة في صفوف التلاميذ. فكيف يمكن لتلميذٍ أن يجتهد ويُبدع داخل الفصل وهو يعاني من قلة النوم والخمول؟ وكيف يُطلب منه التركيز في الدروس وهو بالكاد يستطيع إبقاء عينيه مفتوحتين؟
ولا يتوقف تأثير هذه الساعة عند الأطفال فقط، بل يمتد ليشمل فئة الصائمين في أيام الاثنين والخميس، أو في الأيام البيض، الذين يجدون صعوبة في الصيام بسبب طول النهار وحرارة الطقس.
دراسات أوروبية عديدة تناولت آثار الساعة الإضافية، وقد خلصت معظمها إلى أنها تسبب اضطرابات نفسية وجسدية، من توتر وقلة تركيز إلى اضطراب في النوم، مما دفع بعض الدول إلى التراجع عنها والعودة إلى الساعة البيولوجية الطبيعية.
في المقابل، يرى الكثير من المواطنين أن المستفيد الأكبر من هذا القرار هم أصحاب المصالح التجارية الكبرى، بينما يدفع المواطن العادي الثمن من راحته وصحته النفسية.
وفي ظل استمرار هذا الجدل، يتساءل الناس بمرارة: إلى متى ستستمر معاناتنا مع هذه الساعة المشؤومة؟
ختاماً، يوجه المواطنون نداءً صادقاً للحكومة:
> “كفى إنهاكاً للشعب بهذه القرارات المجحفة، أرجوكم أعيدوا لنا ساعتنا الطبيعية… فالراحة النفسية أغلى من أي ربح اقتصادي.
