أخر أخبار

مدارس الريادة : الأستاذ أسير للشاشة،والتلميذ رهين للشارع

27 أكتوبر 2025
A+
A-

صوت الأمة: المصطفى دراكي

ها هي العشوائية تمد لسانها من جديد، كأنها قدر محتوم يصر على ملاحقة منظومتنا التعليمية في كل منعطف. المدرسون، حملة رسالة النور، يتسابقون خلف الروابط والمواقع الإلكترونية، يفتشون عن منصات تتبدل كل يوم، وكأن التعليم لعبة “غميضة” رقمية. أما التلاميذ، فلهم نصيبهم من التيه، يجوبون الأزقة والدروب بحثا عن كراسات الريادة، تلك التي تحولت إلى عملة نادرة، تطلب فلا تنال إلا بشق الأنفاس.

أي واقع هذا الذي يجعل الأستاذ أسيرا للشاشة، والطفل رهينا للشارع؟ كيف تبنى نهضة معرفية وأساسها مهزوز، ومكوناتها متفرقة؛ رقمية هنا وورقية هناك؟ نردد شعار الجودة، غير أن الفوضى تصرخ أعلى من كل شعاراتنا.

صار لزاما أن نعيد ترتيب البيت التربوي، حتى لا يظل الأستاذ متعبا والتلميذ تائها. التعليم لا ينجح بالاجتهاد الفردي فحسب، وإنما يستقيم بالتخطيط الرشيد والقرار السديد. كل إصلاح لا يمس الواقع ويعالج جذوره، يبقى حبرا على ورق وصرخة في واد.

المدرسة أملنا، وفلذات الأكباد مستقبلنا. آن الأوان ليغدو التعليم سلما نحو الريادة حقا، لا مطاردة وراء “كراسات” مفقودة.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: