أخر أخبار

الربــاط… العاصمة التي تُهدي إفريقيا عرساً من نور

7 ديسمبر 2025
A+
A-

صوت الأمة: عبدالاله كبريتي.

في خضم الأجواء الاحتفالية التي تعيشها المملكة المغربية وهي تحتضن العرس الإفريقي في عدد من مدنها، تتقدم الرباط بصمتها الهادئة وبهائها الملكي لتفتتح هذا الحدث بروح مدينة تجمع بين الحضارة والتاريخ والحداثة. فالرباط، عاصمة المغرب السياسية والثقافية، ليست مجرد محطة للضيافة، بل فضاء نابض بالحياة، يعكس صورة المغرب المتجدد والمنفتح على إفريقيا والعالم.

 

منذ أن تطأ قدم الزائر المدينة، يستشعر تناغماً فريداً بين عمران أنيق وحدائق واسعة وشوارع نظيفة تمتد بانسيابية نحو المحيط الأطلسي. وفي قلب هذا الجمال العمراني، تقف صومعة حسان شامخة، وقد تحولت عبر الزمن من مشروع مسجد كبير إلى رمز للهوية المغربية وذاكرة معمارية خالدة. وعلى مقربة منها، يحتضن ضريح محمد الخامس آلاف الزوار يومياً، بما يقدّمه من تحفة فنية تجمع الهندسة التقليدية المغربية بالفخامة الرخامية الراقية.

ولا يمكن الحديث عن الرباط دون الحديث عن قصبة الأوداية، ذلك الركن الساحر المطل على مصب أبي رقراق، حيث الأزقة الزرقاء البيضاء، والحدائق الأندلسية، والمتحف الوطني المشغول بالكنوز التراثية. هنا يأسر المكان زواره بسكونه وجماليته، ويمنحهم فرصة للغوص في عمق التاريخ المغربي الأصيل.

أما المدينة العتيقة، فتمثل قلب الرباط النابض وروحها الشعبية، بأسواقها التقليدية، ومحلاتها الحرفية، وأبوابها التاريخية التي ظلّت شاهدة على قرون من التبادل التجاري والثقافي. وقد حظيت هذه المدينة بتتويج عالمي بعد تسجيلها في قائمة التراث الإنساني لليونسكو، اعترافاً بأصالتها وثرائها.

وعلى الضفة الأخرى، تبرز الرباط المعاصرة بمشاريعها الكبرى: من برج محمد السادس، إلى مسرح محمد السادس، إلى أحياء الأعمال الجديدة، والكورنيش العصري الذي يعكس رؤية المملكة في جعل العاصمة مدينة تحتضن كل أشكال التطور الحديث.

في هذا العرس الإفريقي، تظهر الرباط كمدينة لا تستضيف فقط، بل تشارك إفريقيا روحها. تقدم للضيوف تاريخاً عمره قرون، وثقافة تنهل من التنوع المغربي العريق، وبنيات تحتية تضاهي كبريات المدن العالمية. إنها العاصمة التي اختارت أن تكون جسراً بين الماضي والمستقبل، وبين المغرب وعمقه الإفريقي.

الرباط اليوم ليست مجرد مدينة؛ إنها تحفة حضارية تُهدي القارة صفحة جديدة من الإبداع، وتعلن للعالم أن المغرب يستقبل ضيوفه بكل حب واعتزاز.

تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error: